لا تدر وجهك دعني أراك

دعني أرى الوجع الساكن ملامحك

دعني أرى ما في عينيك

لا تنسحب هناك بعيدا

بعيدا عني غارقا في وجعك

لا تضحك معي

وأنت تنزف

بل أنزف بين يدي

بلل ثيابي بمدامعك

إملاء ليالي بشجنك

أيها المسكون بالوجع

المعجون بالكبرياء

المنتشي بالجنون

أنظر إلي

أنظر إلى عيني

ألا ترانا معا

ألسنا معا في كل شيء..؟

فلدمعتنا نفس الطعم

لضحكتنا نفس الرنين

لآهاتنا ذات الوجع

لقلوبنا ذات الخفقة

الخفقة التي تحكي كل شيء

تخبرني عنك

تحدثني بكل تفاصيلك

رغم صمتك

رغم المسافات

رغم الأزمنة

رغم الكبرياء الذي يسكنك

فأنا أقرأك

كما تقرءاني عيناك

يمزقني الألم الصامت

في عينيك

قبل أن يمزقك

فلما لا تطلق أشباحك

لما لا تدعني أحررك

لمالا تنثر كيس أوجاعك

بين يدي ولا عليك

فلن يتغير في الأمر شيء

فأنا أحببت فيك كل شيء

وسأظل أحبك

بالرغم من كل شيء

لأنك أنت قبل أي شيء