تفسير سورة الفاتحة الشريفة
بيان بعض معانيها وأحكامها الشرعية
للشيخ ناصر بن أبي نبهان الخروصي
رحمه الله
تحقيق وتعليق: عبدالله بن سعيد القنوبي
مقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل القرآن العظيم، هدى لكل ذي قلب سليم، على صراطه المستقيم، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمي الشارع به وبإيضاح الدين القويم، وعلى آله وصحبه وأهل طاعته، وجميع أولياء الله أهل القرب والتكريم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أما بعد:
فاعلم أن صاحب (الروضة والغدير)[1]، وصاحب (الثمرات)[2]، وصاحب (الانتقاد)[3] كل منهم لم يأخذ من الفاتحة آيات في الأحكام الشرعية، وإني لما تفكرت في معانيها وجدت في بعض آياتها أحكاما شرعية، فأحببت أن أبدأ بذكر آياتها في فصلين: الفصل الأول في بيان بعض معانيها، وهذا شروع الابتداء، والحمد لله أبداً.
الفصل الأول: في بيان بعض معانيها:
قوله تعالى (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة:1)
قال أهل التفسير: الباء هنا بمعنى ( أبدأُ باسم الله) أي باسم الله، فحذفت الهمزة لكثرة الاستعمال طلباً للأخف، وقيل: يصح أيضاً أن يكون الباء بمعنى ( أستعين باسم الله )، وأن المعنى أستعين بالله؛ لأن الاسم يقصد به المسمى كما قال تعالى: (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإكْرَامِ)(الرحمن:78) جازت القراءة في ذلك (ذو الجلال والإكرام) تبعاً لرفع (اسم)، وجازت (ذي) تبعاً لحركة الباء من (ربك) فيكون متوجهاً إلى المعنَيَيْن معاً[4]، ويكون معنى أستعين بسم الله أعم في الأمور؛ لأن معنى ذلك يعم الأمور كلها: من اعتقاد، ومن عمل، ومن ترك، من أمور الدنيا والدين جميعاً.
وأما على أنه معناه (أبدأ) وإن كان صحيحاً في التأويل ولكنه لا يعم أمور الاعتقادات، ولا أمور الترك، فصح أن المراد بذلك المعنيان، وأيضاً فإن الابتداء باسم الله بمعنى أبدأ بتلاوة هذه الآية لم يأتِ فيها نص إيجاب في شيء إلا في قراءتها في الفاتحة في الصلاة، وأما إن كان بمعنى الأمر الإيجابي لغير تلاوة الآية لغير مشاركة الباء، أي ابدءوا باسم الله فإيجاب ذلك في تكبيرة الإحرام، فيكون المعنى مشيراً إليها، وفي الذبح وفي مواضع أيضاً نُدِب، ولكن في غير ابتداء، فمعناه أستعين باسم أعم في الأمور، وبذلك يصح أن البسملة والباء من البسملة ضمنت جميع معاني القرآن العظيم؛ لأن الاستعانة تعم على جميع الأمور .
بيان بعض معانيها وأحكامها الشرعية
للشيخ ناصر بن أبي نبهان الخروصي
رحمه الله
تحقيق وتعليق: عبدالله بن سعيد القنوبي
مقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل القرآن العظيم، هدى لكل ذي قلب سليم، على صراطه المستقيم، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمي الشارع به وبإيضاح الدين القويم، وعلى آله وصحبه وأهل طاعته، وجميع أولياء الله أهل القرب والتكريم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أما بعد:
فاعلم أن صاحب (الروضة والغدير)[1]، وصاحب (الثمرات)[2]، وصاحب (الانتقاد)[3] كل منهم لم يأخذ من الفاتحة آيات في الأحكام الشرعية، وإني لما تفكرت في معانيها وجدت في بعض آياتها أحكاما شرعية، فأحببت أن أبدأ بذكر آياتها في فصلين: الفصل الأول في بيان بعض معانيها، وهذا شروع الابتداء، والحمد لله أبداً.
الفصل الأول: في بيان بعض معانيها:
قوله تعالى (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة:1)
قال أهل التفسير: الباء هنا بمعنى ( أبدأُ باسم الله) أي باسم الله، فحذفت الهمزة لكثرة الاستعمال طلباً للأخف، وقيل: يصح أيضاً أن يكون الباء بمعنى ( أستعين باسم الله )، وأن المعنى أستعين بالله؛ لأن الاسم يقصد به المسمى كما قال تعالى: (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإكْرَامِ)(الرحمن:78) جازت القراءة في ذلك (ذو الجلال والإكرام) تبعاً لرفع (اسم)، وجازت (ذي) تبعاً لحركة الباء من (ربك) فيكون متوجهاً إلى المعنَيَيْن معاً[4]، ويكون معنى أستعين بسم الله أعم في الأمور؛ لأن معنى ذلك يعم الأمور كلها: من اعتقاد، ومن عمل، ومن ترك، من أمور الدنيا والدين جميعاً.
وأما على أنه معناه (أبدأ) وإن كان صحيحاً في التأويل ولكنه لا يعم أمور الاعتقادات، ولا أمور الترك، فصح أن المراد بذلك المعنيان، وأيضاً فإن الابتداء باسم الله بمعنى أبدأ بتلاوة هذه الآية لم يأتِ فيها نص إيجاب في شيء إلا في قراءتها في الفاتحة في الصلاة، وأما إن كان بمعنى الأمر الإيجابي لغير تلاوة الآية لغير مشاركة الباء، أي ابدءوا باسم الله فإيجاب ذلك في تكبيرة الإحرام، فيكون المعنى مشيراً إليها، وفي الذبح وفي مواضع أيضاً نُدِب، ولكن في غير ابتداء، فمعناه أستعين باسم أعم في الأمور، وبذلك يصح أن البسملة والباء من البسملة ضمنت جميع معاني القرآن العظيم؛ لأن الاستعانة تعم على جميع الأمور .