الحمد لله نحمده و نفرد له العبادة و نخلص له.
لا ند له أو شريك في ملكه.
عزَّ جاهه و تقدست أسمائه فلا معبود بحق إلا هو
و بعد
فاليوم نتفيؤا ظلال آية كريمة إنشغلت بها قلوب الصحابة حينها ووجلت قلوبهم منها فتعالوا نتدبرها و نأخذ بما أمرت به و نتجنب محذورها عسى أن نجد النفع في المرور عليها و الوقوف عندها و من الله التوفيق.
قال ابن القيم رحمه الله : قوله تعالى :(( "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون".)) . قال الصحابة : وأينا يا رسول الله لم يلبس إيمانه بظلم ؟ قال : ذلك الشرك . ألم تسمعوا قول العبد الصالح "إن الشرك لظلم عظيم" لما أشكل عليهم المراد بالظلم فظنوا أن ظلم النفس داخل فيه .
وأن من ظلم نفسه أى ظلم كان لم يكن آمناً ولا مهتدياً . أجابهم صلوات الله وسلامه عليه بأن الظلم الرافع للأمن والهداية على الإطلاق هو الشرك . وهذا والله هو الجواب ، الذى يشفي العليل ويروي الغليل. فإن الظلم المطلق التام هو الشرك . الذى هو وضع العبادة فى غير موضعها . والأمن والهدى المطلق : هما الأمن فى الدنيا والآخرة.
والهدى إلى الصراط المستقيم . فالظلم المطلق التام رافع للأمن والاهتداء المطلق التام . ولا يمنع أن يكون الظلم مانعاً من مطلق الأمن ومطلق الهدى . فتأمله . فالمطلق للمطلق ، والحصة للحصة، أعاذنا الله و إياكم من الشرك علانيته و خفيه،كبيره و صغيره، دقه و جله، فما يصلح بوجوده عمل و لا ينفع معه قربى إن لم يسبقها توبة منه و إنابة للمولى الجليل من أدرانه، حتى بلوغ غاية المرام بإذن الملك العلام.
و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.