لم أكن أُدرِكُ أني بالعطِر منكِ مثقلٌ
وأني في رسائلي اليكِ أبُثُ ناراً مستعيرَة

الراقِصَـةُ والشَمس 16827









أحبَت لحظة الإشراق لسَفرِ الليل الطويل، غاب القمر والشمس تحضن الأشياء الجميلةَ منها ومن العبير، أجترِع الوقت مللاً وانتظار، فهي مازالت حالمةً بدفءٍ شمسٍ وأمل، والعتمةُ في المساءات المتأخرةِ نصيب الحنين والحزن الموغل في أمنياتي البالية المعتقةِ نكساتٍ تلو الأخرى، لم يتسع الوقت للحنين الكافي لأخبر الشمسَ عنكِ فصمتي الليلة حليفي كما أحزاني، مازلت ألملم أوراقيَ ألتي بعثرتها يوماً حين عشقٍ على خصركِ الشهي و على تلك الشفاه المخضبةِ بأحمرِ شفاهٍ ملؤه اشتياقٌ تلو الاشتياق، وأعلم أن عي***ِ ورقةٌ لن أقوى على تمزيقها يوماً سأحملها في حضن الرحيل معي وحقيبة المسافر للاتجاه الآخر حيث يزداد الحنين.
أخبرتني الشمسُ ذات شروقٍ يا حبيبتي أنها على موعدٍ معكِ، حيثُ تغتالين النهار خِلسةً من همسها على جسدكِ، وتلك السويعات التي تغافلين فيها الحزن فتبتسمي مرغمةً، حين يتمايل جسدكِ على لحن اشتياقي والشمس تتسلل الى شرفتكِ فتعانق هذا العبق البري المتناثرَ في كل أشياءكِ التي تهوى الرقص على وجعي.
لم أعد أقوى على حمل ألواني بعد اليوم، قد أهلكني الحنين وأتعبني جداً، ولا املك سوى ابتسامةٍ دامعةٍ وأنا مازلت أذكركِ وأنتِ تراقصين الشمس وثوبكِ الأبيض الشهي تلفحه نسيمات الهواء وشعرك المنثور تواريه شمسُ الاشتياقِ أليكِ فتداعب وجنتيكِ وترسم لون الذهب على شعركِ الغجري فترتفعين بهدوء الملائكةِ فوق الأرض، وترقصين على لحنِ الناي الحزين وقلبي يتراقص شوقاً وألم كلما اخبرَتني الشمس حين لقاءٍ عن فاتنةٍ عاشقةٍ لفني وغجريةٍ تعشق الرقص في صمت الضجيج .



لا شَيء أطهرَ من النورِ
ولا شيءَ
أجملَ من نور عيونك
والشمْسُ تعشقُ فوضاكِ
والقمر المتأخرُ حزينٌ،
حزِينْ
يا وَجهَ الماءِ على كَفي
يا وجَع الحَرفِ في الحَرفِ
يا نُوراً يحْضرُ مِن سقفِ
كُفِي أشيائَكِ بالكَفِّ
لتَشيبَ الشَمسُ بَين يَديكِ
وينكَسِرُ القَمرُ المَذعُور
فتُهروِلُ أقْدامي فَرحةَ سَيرٍ لِلسَفرِ المَجنُون

بِرياحِ الوَقتِ المُتأخِرِ
وذاكِرةٍ عَلى صَخرِ الصَمْت
ومِن لَعنةِ امرأةٍ عَذراء
تعلَمتُ فنَّ النَعت
فبِأي وصْفٍ سَيدَتي
وبأي حَرفٍ أكتُبكِ
والشَيبُ قدْ مَلأ الدَرب

تَفاصِيلُكِ لَوحةٌ كُبْرى
وأنا فِي فَني قَد أذْنَبت
والحَرفُ بَريءٌ مِن فَني
مُدّيْني بِماءِ الطهُرِ
فأغْسِل مِلحَ القَهرِ في عَينيَّ
علَّ العينَ تعرفُ سرَ الحُب

دَثّرِينِي بِرثاءِ الَليْل
ضُمِيني كالشَمسِ خَلفَ الظِل
وراقِصي أشْيائِي يَومَ السَير
غَريبٌ أنا فِي مَأواكِ
وجَميلٌ في عَينَيكِ الراحِلَتَين
امنَحِيني شَرفَ أغْنيَةٍ
حِينَ الشَوقُ اليَّ يَكُون
وراقِصي الشَمس
غَجَريةٌ أنتِ
بِرغْمِ الحُزنِ ورَغَمِ الظنُون
سَأسيرُ الى الشَمسِ
فاسْألُها
أمَازال بَعدَ الشَوقِ
وبَعدَ الرقَصِ
في قَلبكِ عاشِقٌ مَجنُون ؟