تحلم أغلب الفتيات بالزواج، وينتظرن أن يحقق لهم الزواج الاستقرار والأمان والسعادة والرفاهية وغير ذلك من الأحلام التي لا تنتهي. لكن هل الزواج، أي زواج، قادر على تحقيق كل هذه الأشياء للفتاة؟ أم أننا نطلب من الحب أحياناً أن يحقق أشياء أكبر من طاقته؟ كيف تعرفين الجواب وتتأكدين من أن زواجك سيحقق لك ما تتمنين؟ ستعرفين ذلك عندما تقرئين جيّداً هذا الموضوع. تَوقّعات المرأة من الزواج، قبل أن تتزوج، لا تتغير كثيراً بعد الزواج. المرأة تريد فقط من الزوج أن يتحمل مسؤوليته، كأب وراعٍ للأسرة، من دون أن ينسى أن يُظهر تجاهها نوعاً من العاطفة والحنان. هي في حاجة إلى أن ترى زوجها يعمل وينجح اجتماعياً ويكسب المال. وهي تريد أيضاً أن يساندها زوجها في تدريس أولادها وتربيتهم، وأن يساعدها في بعض الأشغال المنزلية. وتحب المرأة أيضاً أن يحافظ الزوج على طبيعته التواصلية والمرحة بعد الزواج. وهي أيضاً في حاجة إلى أن ينصت زوجها إليها، وأن يريحها عندما تعاني مشاكل تخص تربية أولادها أو مشاكل في العمل. وأخيراً، تريد المرأة من زوجها أن يراها دائماً جميلة ومرغوبة، وليس فقط على أنها "أُم أولاده". قد يبدو للرجل كل هذا صعباً، لكن عليه أن يعلم أن المرأة لن تجعله سعيداً إلا إذا كانت هي نفسها سعيدة. ويتفق الجميع على أن الحب شيء جميل، يجعل الإنسان يشعر بأنه سعيد ومحلّق فوق السحاب، خاصة إذا كان الحب متبادلاً وبالدرجة نفسها من القوة. إنه إحساس رائع جداً، يستحق أن تمضي المرأة (والرجل أيضاً) الباقي من حياتها في البحث عنه مهما كان الثمن. إذا كان الأمر كذلك، ألا يؤدي هذا أحياناً إلى أن تجازف المرأة بأن تدخل في تجربة زواج مبكر، لمجرد أنها تشعر بحاجة إلى الحب وبأنها محبوبة من الرجل، وليس لأن هذا الرجل هو الشخص الأنسب كزوج؟ ألا يمكن أن يكون الزواج أحياناً مجرد طريقة للهروب من مشاكل معينة؟ أوَلَسنا ننتظر من الحب أن يفعل لحياتنا أشياء قد تكون أكبر من طاقته الفعلية؟ - الحوار أولاً: في الحياة الزوجية، غالباً ما نعتقد أن رغباتنا وتوقعاتنا واضحة للطرف الآخر، ومن المفترض أن يعرفها ويفهمها من تلقاء نفسه، من دون حاجة منّا لكي نعبّر عنها. لماذا؟ لان كل طرف يعتقد أنه قريب جداً من الآخر، إلى درجة أنه لم تعد هناك حاجة إلى الكلام. لكن هذا غير صحيح، فتوارُد الأفكار غير وارد هنا، وما يحصل في الكثير من الأحيان هو سوء التفاهم غير المقصود. وعندما تكتشف الزوجة مثلاً أن زوجها لا يفهمها من كلام عينيها، فإنها تصاب بخيبة الأمل. وهذا خطأ يبيِّن أننا ننتظر من الحب كل شيء، ننتظر منه أن يجعل كل شيء سهلاً وواضحاً ومفهوماً، وهذا أول خطأ يمكن أن يقع فيه شخصان متزوجان حديثاً. يجب على الزوج والزوجة أن يكونا واضحين مع بعضهما بعضاً، وأن يُعبِّر كل منهما للطرف الآخر عن رغباته واحتياجاته، وأن تتميز العلاقة بالحوار وبالاستماع والإنصات المتبادلين، فهذا فعلاً مهم. - لا تعتمدي على زوجك في كل شيء: الكثير من الفتيات يتزوجن فقط للهروب من وحدة يشعرن بها، فتلجأ الفتاة إلى الزواج فقط لكي تهرب من إحساسها بأنها وحيدة، وبأن هناك فراغاً يجب أن تملأه، وهذا قد يجرّها إلى اختيار الزوج الخطأ. من جهة أخرى، إنّ الزواج الذي يأتي فقط من أجل ملء فراغ لدى المرأة، يجعلها توجّه تركيزها دائماً إلى نفسها، وهدفها ملء ذلك الفراغ، وليس ما الذي يحتاج إليه الزوج منها، فلا تقترب منه ولا تحاول خلق علاقة تواصُلية قوية معه. ولكي تسعد المرأة الطرف الآخر، يجب أن تعرف أولاً كيف تُسعد نفسها بنفسها. على المرأة قبل أن تتزوج، أن تكون قد حققت التوازن في حياتها بين عملها وأصدقائها وأسرتها، وأن تكون راضية عن نفسها، حتى يكون لديها شيء تضيفه إلى علاقة الزواج وإلى الطرف الآخر، وحتى لا تعتمد على الزوج لكي يفعل كل شيء لبناء تلك العلاقة. - لا تخدعي نفسك: لشدة ما تكون الفتاة مستعجلة وراغبة في الارتباط، بحثاً منها عن السعادة، فإنها أحياناً تخدع نفسها، وتؤلف قصة وتصدقها من دون وعي بذلك، وتتزوج بشخص توهم نفسها بأنها تحبه، والحقيقة أنها ليست متأكدة. لهذا كثيراً ما نسمع امرأة تقول، بعد أن ينتهي زواجها: "لقد اكتشفت أني لم أكن أعرف زوجي جيداً". وللأسف، حينما ينكشف الوهم يكون الأوان قد فات. يجب أن تعرفي كيف تضعي مسافة بينك وبين أي شيء، حتى تتمكني من النظر إليه جيداً في شموليته. خذي وقتاً كافياً، اجلسي فيه وحدك مع نفسك وفكري بعيداً عن الأسباب العاطفية. فكري في الأسباب المنطقية التي تجعلك تتزوجين بهذا الرجل وليس سواه، وخذي بعين الاعتبار ما ترينه من عيوب فيه، صغيرة كانت أم كبيرة. فلا يوجد هناك رجل كامل ولا توجد ثمة علاقة مثالية. - كيف تتأكدين؟ شعور المرأة بأنها محبوبة ومرغوبة، يعطيها إحساساً بالأمان. في الحب، يعطينا الآخر صورة إيجابية عن أنفسنا، وهذا ما يريحنا ويعطينا إحساساً بالسعادة. لكن يجب أن تعلمي أن شعورك بالسعادة مع شخص ما، لا يعني أنك مغرمة به، فلا تخلطي الأمور. ما العمل إذن؟ الزواج علاقة نبدؤها لكي تدوم. فهي ليست علاقة شهر أو اثنين، إنها علاقة يفترض أن تبقَى للأبد. لهذا يجب أن تعطي لنفسك الوقت لتكتشفي الآخر جيداً وتعرفي طباعه ويعرف هو أيضاً طباعك، وتتركي لنفسك الوقت لتعرفي: هل فعلاً، لكما الأهداف نفسها من الزواج؟ وهل ستستمرين في حب هذا الرجل، حتى إن توقف عن إعطائك صورة جميلة عن نفسك؟ إن معرفتك للآخر وانفتاحك عليه يفسحان المجال لتكوين أحاسيس حقيقية مبنية على أسباب منطقية، وعلى معرفة وليس على جهل، وبالتالي تكون هذه الأحاسيس راسخة وقائمة على أساس وليست سطحية. - الزواج مفيد للصحة النفسية الزواج مفيد للصحة النفسية، هذا ما توصلت إليه المتخلصصة النفسية والباحثة النيوزلندية، كيت سكوت، من جامعة "أوتاغو" في نيوزيلندا. وقد توصلت الباحثة إلى هذه النتيجة بعد أن فحصت ملفات عيِّنة من الناس، مكونة من 35000 شخص، يعيشون في 15 بلداً مختلفاً. وكشفت هذه الدراسة أن العلاقة الزوجية تؤدي إلى خفض مستويات الاكتئاب والقلق لدى الجنسين، كما تَبَّنت أنه في المقابل الإنسان المتزوج الذي يتعرض لفقدان الطرف الآخر، بسبب وفاة أو انفصال أو طلاق، يكون معرَّضاً أكثر لاضطرابات نفسية، وذلك مثل الاكتئاب وتعاطي الكحول لدى الرجال، أو تعاطي الأدوية المهدئة لدى النساء. وأشارت الدراسة إلى أن النساء مدمنات الكحول أو التدخين أو غيرهما، يتوقفن عن ذلك خلال الحمل، وغالباً ما يستغنين عن هذا الإدمان حتى بعد الولادة. وأثبتت الدراسة نفسها أن الرجال يكونون أقل تعرضاً للاكتئاب خلال زواجهم الأول مقارنة بالنساء، وعللت ذلك بأن النساء يملن إلى الانغماس في القيام بدورهنّ التقليدي داخل البيت، كزوجة وأم خلال الزواج الأول بالخصوص. وقالت الباحثة كيت سكوت: "إجمالاً، بيَّنت هذه الدراسة، أن العلاقة الزوجية مفيدة للصحة النفسية لدى الرجال والنساء معاً، وأن الآلام التي يعانيها الرجال والنساء بعد أي انفصال أو فراق، تجعلهم يصبحون أكثر هشاشة وتعرضاً للاضطرابات النفسية".