أولاً : حقها عليك : * صورة مشرقة من بيت النبوة : عن الأسود قال : سألت عائشة رضي الله عنها : " ما كان النبي صلى الله عليه وسلم – يَصْنَعُ في بيته ؟ قالت : كان يكون في مهنة أهله – تعني خدمة أهله – فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة " . رواه البخاري . * السعادة في الاختيار الصحيح : إن مما شرع الله عز وجل من أسباب السعادة وجبل النفوس عليه الارتباط برباط الزوجية ، فإنه من أعظم أسباب السعادة في هذه الحياة ، وحصول الطمأنينة ، والسعادة ، والسكينة ، متى تحقق الوئام بين الزوجين ، وكُتِبَ التوفيق لهما ، ولذا امتنّ الله تعالى على عباده بهذه النعمة فقال : " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّةً ورحمةً إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكّرون " . روى الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الدنيا متاع ، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة " . * الزواج تاج الفضيلة : قال الشيخ بكر أبو زيد – وفقه الله - : ( الزواج صلة شرعية تبرم بعقد بين الرجل والمرأة بشروطه وأركانه المعتبرة شرعاً ، ولأهميتة قدمه أكثر المحدثين والفقهاء على الجهاد ، لأن الجهاد لا يكون إلا بالرجل ، ولا طريق له إلا بالزواج ، وهو يمثل مقاماً أعلى في إقامة الحياة ، واستقامتها ، لما ينطوي عليه من المصالح العظيمة ، والحكم الكثيرة ، والمقاصد الشريفة ...) وقد عظم الله تعالى من شأن الزواج ، حتى سماه بالميثاق الغليظ ، أي العهد الشديد -الوفاء والالتزام القائم على الإمساك بالمعروف أو التسريح بإحسان - فقال سبحانه وتعالى : ( وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً . وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذ منكم ميثاقاً غليظاً ) . فاعلم يا أخي أن زوجتك أمانة في عنقك سوف تسأل عنها يوم القيامة ، قال عليه الصلاة والسلام : ( استوصوا بالنساء خيراً ) متفق عليه . وإن تزوجت فكن حـاذقــاً *** واسأل عن الغصن وعن منبته واسأل عن الصهر وأحواله *** من جــيــــرة وذي قربتــــــــه * تبادل الهدية : تبادل الهدية بين الأزواج سيما هدايا الزوج للزوجة إحدى أسباب غرس أسباب المحبة بينهما . قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: ( تهادوا تحابوا ) .حسنه الألباني في الإرواء • حقوق الزوجة على الزوج : " الزواج في حقيقته عبارة عن شركة بين رجل وامرأة من أجل بناء الجيل الصالح ، الذي يعبد ربه ويبني ويعمر الحياة ، فأصل الزواج في الإسلام هو حلول المودة والألفة والإيثار بين اثنين . . ، ومن أجل دوام العشرة بينهما جعل الله تعالى لكل من الرجل والمرأة حقوقاً لدى الآخر يجب القيام بها " . " منقول من كتابه خمسون وصية من وصايا الرسول للنساء " . أولاً : الإحسان في المعاملة والمعاشرة بالمعروف : الزوجة أمانة عند الزوج ، فيجب عليه إحسان معاملتها قولاً : بكلام حسن وعفّة لسان ، وفعلاً : بمعاملة كريمة . لقوله تعالى : " وعاشروهنّ بالمعروف فإن كرهتموهنّ فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً " ، وقول النبي – صلى الله عليه وسلم - : " لا يفرك مؤمن مؤمنة ، أن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر " أخرجه مسلم . وروى أبو هريرة رضي الله عنه في الحديث المتفق عليه عن النبي –صلى الله عليه وسلم – أنه قال : " استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء " . وقال عليه الصلاة والسلام : " خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهله " –صححه الألباني – . ثانياً : صون الزوجة والغيرة عليها واحترامها : الغيرة على الزوجة أمر فطري في النفوس ، سأل سعد بن عبادة – رضي الله عنه – رسول الله صلى الله عليه وسلم – قال : " لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مُصْفَح ، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم : " أتعجبون من غيرة سعد ، لأنا أغير منه ، والله أغير مني ، ومن أجل غيرة الله ، حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن " . أخرجه البخاري . قال الإمام ابن القيم - رحمه الله – في كتابه روضة المحبين ، بعد أن ذكر أنواعاً من الغيرة منها المحمود والمذموم : وملاك الغيرة وأعلاها ثلاثة أنواع : 1 – غيرة العبد لربه أن تنتهك محارمه وتضيع حدوده . 2 – وغيرته على قلبه أن يسكن إلى غيره وأن يأنس بسواه . 3 – وغيرته على حرمته أن يطّلع عليها غيره . فالغيرة التي يحببها الله ورسوله دارت على هذه الأنواع الثلاثة وما عداها فإمّا من خدع الشيطان ، وإمّا بلوى من الله كغيرة المرأة على زوجها أن يتزوج عليها. ثالثاً : إعفاف الزوجة : وهذا حق مقرر للزوجة ، ثابت في السنة النبوية ، ففي الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " يا عبد الله ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل ؟ فقلت بلى يا رسول الله ، قال : فلا تفعل ، صم وأفطر ، وقم ونم ، فإن لجسدك عليك حقاً ، وإن لعينيك عليك حقاً ، وإن لزوجك عليك حقاً ، فأعط كل ذي حق حقه " . فأخبر عليه الصلاة والسلام أن للزوجة على زوجها حقاً ، بل إن هذا الحق يعد أيضاً من أنواع العبادة التي يثاب عليها الرجل ، فعن أبي ذر الغفاري – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : " ... وفي بضع أحدكم صدقة ، قالوا : يا رسول الله ، أيأتي أحدنا شهوته ، ويكون له فيها أجر ؟ قال : أرأيتم لو وضعها في حرام ، أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال ، كان له أجر " أخرجه مسلم . رابعاً : حفظ أسرار الزوجة : وهذا الحق يعد من الحقوق المشتركة بين الزوجين . أخرج مسلم عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -: " إن من أشر الناس منزلة يوم القيامة : الرجل يفضي إلى المرأة ، وتفضي إليه ، ثم ينشر سرها " . خامساً :النفقة الزوجية : قال الله تعالى : " أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهنّ لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهنّ حتى يضعن حملهن " وقوله سبحانه : " وعلى المولود له رزقهنّ وكسوتهنّ بالمعروف " والآيتان وإن كانتا في إيجاب النفقة للمعتدّة فهي للزوجة التي لم تطلّق أولى وألزم . وقال الله تعالى : " الرجال قوّامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم " . قال الإمام ابن كثير : معلقاً على هذه الآية ( " وبما أنفقوا من أموالهم " أي : المهور والنفقات والكُلَف التي أوجبها الله عليهم لهنّ في كتابه وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم - ) . صححه الألباني وعند أبي داود ، أن النبي – صلى الله عليه وسلّم – سئل عن حق الزوجة فقال : " أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ، و لا تضرب الوجه ، ولا تهجر إلا في البيت " . وعند هذا الحق يتبادر إلى الذهن ما أخرجه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها : أن هنداً زوجة أبي سفيان قالت : يارسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه ، وهو لا يعلم ، فقال : " خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف " . وأخرج مسلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - قال في حجة الوداع : " ولهنّ عليكم رزقهنّ وكسوتهنّ بالمعروف " . سادساً : احتمال هفوات الزوجة وغضّ الطّرف عنها : أخي الزوج : ينبغي أن تعلم أنه ليس من سمة البشر الكمال ، بل الأصل في البشر الخطأ والزلل ، ولذلك من الحق والعدل أن تغضّ طرفك عن الأخطاء الصغيرة والهفوات العابرة ، كما قال عليه الصلاة والسلام : " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر " . أخرجه مسلم . فالزوج العاقل الكريم إذاً لا يعاتب زوجته عند أدنى هفوة ، ولا يؤاخذها بأول زلّة ، بل يلتمس لها المعاذير ، ويحملها على أحسن المحامل ، ومن ثمَّ يقدم لها النصح بقدر المستطاع . سابعاً : تعليمها أمور دينها : قال الحق سبحانه : " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها " قال ابن كثير في تفسير الآية : " أي : استنقذهم من عذاب الله بإقام الصلاة واصبر أنت على فعلها . روى مسلم في صحيحه : أن النبي – صلى الله عليه وسلم ، إذا أوتر يقول : " قومي يا عائشة " . وفسر ابن عباس رضي الله عنهما قوله تعالى " قوا أنفسكم وأهليكم ناراً " بقوله : اعملوا بطاعة الله ، واتقوا معاصي الله ، وأمروا أهليكم بالذكر ينجيكم الله من النار . وكان صلى الله عليه وسلم يعلم نساءه أمور دينهن ، وزوج رجلاً من الصحابة امرأة على ما معه من القرآن . ثامناً : العدل بين النساء إن كن أكثر من واحدة : والأصل في هذا الحق قوله تعالى : " فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا " وعن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - : " إن المقسطين عند الله على منابر من نور على يمين الرحمن وكلتا يديه – يمين – الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وُلوا " صححه الألباني في الجامع الصغير . وجاء في الطبقات لأبن سعد – وأصله في البخاري - : أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يطاف به محمولاً في مرضه كل يوم وكل ليلة فيبيت عند كل واحدة منهن ، ويقول أين أنا غداً ؟ ففطنت لذلك امرأة منهن فقالت : إنما يسأل عن يوم عائشة ، فقلنا يا رسول الله : قد أذنا لك أن تكون في بيت عائشة ، فإنه يشق عليك أن تُحمل في كل ليلة ، فقال : وقد رضيتن ؟ فقلن : نعم ، قال : فحولوني إلى بيت عائشة . – * تذكّـــر : تذكر أيها الزوج قول المصطفى – عليه الصلاة والسلام – في الحديث المتفق عليه : " إن أحق الشروط أن توفوا بها ما استحللتم به الفروح " . * العلاقة بذوي القربى : على الزوج القدوة أن يحرص على احترام أسرة الزوجة وإكرامها وخاصة والديها بحيث يشعرون وكأنه ابنهم وذلك بجانب بره وإحسانه لأسرته وخاصة والديه ، قال الله تعالى : " واعبدوا الله تعالى ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى ..." الآية . * قيـــــل : -أنت تسب امرأتك إذا امتدحت امرأة أخرى أمامها . -الزوج الصالح أبٌ بعد أبٍ . * حــذاري !! احذر أخي الزوج أن تكون من الناس الذين هم داخل بيوتهم من أفظ الناس وأغلظهم ، وهم خارجها من ألطف الناس وآنسهم . -------------------------------------------------------------------------------- ثانياً : حقه عليك : • الزوجة الحكيمة : إن الزوجة الحكيمة فعلاً هي التي تنصر الزوج على نفسه ، فتذكره بالله دائماً وذلك طمعاً في إستمرار السعادة الأسرية ، كما كانت نساء الصحابة – رضوان الله عليهن – يقلن لأزواجهن عند الخروج من البيت : "بالله عليك لا تدخل علينا حراماً ، واتق الله فينا " . * الاحترام المتبادل : ما أجمل أن يكون الاحترام المتبادل بين الزوجين قائماً على الدوام ، وأن يكون عن طيب خاطر وراحة نفس . والواجب عليك احترامك زوجك والاعتراف له بالقوامة وعدم منازعته في الاختصاصات التي يجب أن ينفرد بها ، وإنزاله منزلته التي أنزله الله إياها ، من كونه رب الأسرة وسيدها وحاميها والمسؤول الأول عنها . ولله دُرٌّ أمّ هانئ حين خطبها النبي – صلى الله عليه وسلم – فأبت ، لا لعدم رغبتها أو موافقتها ، بل لانشغالها وهي أم أطفال صغار ، أن يطغى أحد الواجبين على الآخر : واجب الزّوج ، وواجب الأطفال . * كوني له أرضاً يكن لك ِ سماءً : أختي المسلمة ! اقرئي وصية أسماء بنت خارجة امرأة عوف الشيباني ، إلى ابنتها قبل زفافها ، تجدي فيها كلمة ً جامعة ً لأصول المعاملات الزّوجية ، والآداب التي يجب أن تتحلى بها كل فتاة مقبلة على الزّواج . تقول أسماء لابنتها : " أي بنية ! إن الوصية لو تركت لفضلِ أدبٍ لتركتُ ذلك منك ، ولكنّها تذكرةٌ للغافل ، ومعونةٌ للعاقل ، ولو أن امرأة استغنت عن الزّوج لغنى والديها وشدة حاجتها إليها كنت أغنى الناس عنه ، ولكن النساء للرّجال خُلِقنَ ، ولهنّ خُلِقَ الرجالُ . أي بنية ! أنّك تفارقين بيتك الذي منه خرجتِ وتتركين عشّكِ الذي فيه درجت ، إلى رجل لم تعرفيه ، وقرين لم تألفيهِ ، فكوني له أرضاً يكن لك سماءً ، وكوني له مهاداً يكن لك عماداً ، وكوني له أمةً يكن لك عبداَ واحفظي له خصالاً عشراً يكن لك ذخراً . - أما الأولى والثانية : فالخشوع له بالقناعة ، وحسن السمع والطاعة . - وأما الثالثة والرابعة : فالتفقد لموضع عينه وأنفه ، فلا تقع عينُهُ منكِ على قبيح ، ولا يشم منك إلا أطيب ريح . - وأما الخامسة والسادسة : فالتفقد لوقت منامه وطعامه ، فإن الجوع ملهبة ، وتنغيص النوم مغضبة . - وأما السابعة والثامنة : فالاحتراس بماله ، والادعاء على حشمه وعياله ، فملاك الأمر في المال حسن التقدير ، وفي العيال حسن التدبير . - وأما التاسعة والعاشرة : فلا تعصين له أمراً ولا تفشين له سراً ، فإنك إن خالفت أمرهُ أوغرت صدره ، وإن أفشيت سرَّه لم تأمني غَدرَهُ . ثم إياك والفرح بين يديهِ إن كان تَرِحاً ، أو التَرحَ بين يديه إن كان فرحاً ، فإن الخصلة الأولى من التقصير ، والأخرى من التكدير . وكوني ما تكونين له إعظاماً ، يكن أشد ما يكون لك إكراماً ، وأشدَّ ما تكونين له موافقةً ، يكن أطول ما يكون لك مرافقةً ، واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تُحبين حتى تؤثري رضاهُ على رضاكِ ، وهواهُ على هواكِ ، فيما أحببتِ أو كرهتِ ـ والله يخيرُ لكِ " . فما أجمل أن تزود كلُّ أمٍّ عاقلةٍ ابنتها بمثل تلك الآداب القيمة والنصائح النيرة ، والتي حوت حقوق الزوج برمتها . • حقوق الزوج على الزوجة : أولاً : الطاعة بالمعروف : والمراد بالمعروف : ما أقره الشرع وأمر به ، فهي تطيعه في غير ما نهى الله عنه . قال تعالى : " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم " وقال سبحانه : " الرجال قوّامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم " بل اعلمي أختي المسلمة أن رفضك طاعة زوجك يعرضك لغضب الله تعالى ولعنته ، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول- الله صلى الله عليه وسلم - : " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه ، فأبت أن تجيء ، فبات غضبان عليها ، لعنتها الملائكة حتى تصبح " متفق عليه . واسمعي إلى ما قال ابن الجوزي – رحمه الله – بهذا الصدد : قال : " وينبغي للمرأة العاقلة إن وجدت زوجاً يلائمها ، أن تجتهد في مرضاته ، وتتجنب كل ما يؤذيه ، فإنها متى آذته أو تعرضت لما يكرهه أوجبت ملالته ، وبقي ذلك في نفسه ، فربما وجد فرصته فتركها أو آثر عليها ، فإنّه قد يجد وقد لا تجد هي ومعلومٌ أنَّ الملل للمستحسن قد يقع ، فكيف للمكروه " أ-هـ . ثانياً : القرار في المنزل وترك الخروج منه إلا بإذن الزوج : قال الله تعالى : " وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى " وهذا وإن كان خطاباً لنساء النبي – صلى الله عليه وسلم – فهو إرشاد لبقية نساء الأمة بالتأسي بهن ، والتأدب بآدبهن . ثالثاً : صون العرض والمال : لقوله عليه الصلاة والسلام : " والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها " أخرجه البخاري . رابعاً : خدمة البيت : والدليل على المطالبة لخدمة الزوج في البيت ما ذكره ابن القيم – رحمه الله – في كتابه الزاد من أن النبي – عليه الصلاة والسلام – قسم الأمر بين علي وفاطمة ، حين اشتكيا إليه الخدمة ، فحكم على فاطمة بالخدمة الباطنية ( أي الخدمة داخل البيت ) وحكــم على علي بالخدمة الظاهرة ( أي خارج المنزل ) . خامساً : التزين للزوج : عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – قال : كنا مع النبي – صلى الله عليه وسلم – في غزوة ، فلما قدمنا ذهبنا لندخل ، فقال : أمهلوا حتى ندخل ليلاً – أي عشاءً – لكي تمتشط الشَّعِثة ، وتستحد المُغَيَّبة " . رواه البخاري ومسلم . سادساً : مراعاة مشاعر الزوج : عليك أن تبتعد عما يؤذيه من قول أو فعل أو خلق ، وعليك كذلك مراعاة ظروفه المالية والاجتماعية . قال الشاعر : إنك إن كلفتني ما لم أُطق *** ساءك ما سرك مني من خلق سابعاً : حفظ أسرار الزوج وعدم إفشاءها : وهذا الحق يعد من الحقوق المشتركة بين الزوجين ، قال الله تعالى : " فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله " فسر بعض المفسرين قوله " حافظات للغيب بما حفظ الله " أنهن الحافظات بما يجري بينهنّ وبين أزواجهن مما يجب كتمه ويتحتم ستره من بواطن وأسرار ، وفي الحديث : " إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ، ثم ينشر أحدهما سر صاحبه . * قصـّــــــة !!! ذهبت أم كلثوم بنت جعفر بن أبي طالب – رضي الله عنه – وهي ابنة خمس سنين ، في حاجة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وكان ثوبها يجر ورائها شبراً أو يزيد ، فأراد عمر – رضي الله عنه –أن يمازحها ، فرفع ثوبها حتى بدت قدماها ، فقالت : مَه ، أما لو لم تكن أمير المؤمنين لضربت وجهك !! * فتـــــوى : سئل الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – عن ما يسمى ( بدبلة الخطوبة ) فأجاب : لا يجوز التختم بالدبلة لأنه تشبه بالكفار ، فقد جاءت هذه العادة من الكفار ، وكما جاء في الحديث : " من تشبه بقوم فهو منهم " .أخرجه أبو داود وصححه الألباني * ذكـــرى .. تذكري أختي المسلمة قول النبي – صلى الله عليه وسلم – عند البخاري : لما عرضت عليه النار ورأى أكثر أهلها النساء ، فقال : "رأيت أكثر أهلها النساء قالوا : بم يا رسول الله ؟ قال : يكفرن . قيل : يكفرن بالله ؟ قال : يكفرن العشير – الزوج – ويكفرن الإحسان ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ، ثم رأت منك شيئاً قالت : ما رأيت منك خيراً قط " . * كوني لبقة : اللّباقة تعني بكل بساطة : الكلمة المناسبة ، ورد الفعل الذكي . أو بعبارة أخرى : أن المرأة اللَّبقة هي التي تُلبس لكل حال لبوسها ، وتستطيع أن تحول الموقف المضاد بذكاء الكلمة والفعل إلى صالحها . ومما نقش في ذاكرة التاريخ مما يدل على لباقة بعض النساء : أن خالد بن يزيد بن معاوية وقع يوماً في عبد الله بن الزبير منافس بني أميّة اللدود ، وأقبل يصفه بالبخل ، وكانت زوجته رملة بنت الزبير أخت عبد الله بن الزبير جالسة فأطرقت ولم تتكلم بكلمة ، فقال لها خالد : ما لك لا تتكلّمين ؟! أرضىً بما قلتُه أم تنزّهاً عن جوابي ؟! فقالت : لا هذا ولا ذاك ، ولكن المرأة لم تخلق للدخول بين الرجال ؟ إنما نحن رياحين للشمِّ والضّم ! فأعجبه قولها ورجاحة عقلها . * أخيّــــــة : احذري الصفات غير المرغوبة لدى الزوج ، واحرصي على تقديره وتوقيره جاء في تفسير ابن الجوزي عند قوله تعالى : " وللرجال عليهن درجة " قالت ابنة سعيد بن المسيِّب : " ما كنا نكلم أزواجنا إلا كما تكلمون أمراءكم .." فهل لك في ابنة ابن المسيب أسوة . يقول ابن الجوزي – رحمه الله -: وينبغي للمرأة أن تصبر على أذى الزوج كما يصبر المملوك . قال بعض العرب : لا تنكحوا من النساء ستة : ( لا أنانة ، ولا منانة ، ولا حنانة – وهي التي تحن إلى زوج آخر - ، ولا حداقة – وهي التي ترمي إلى كل شيء بحدقتها فتشتهيه وتكلف الزوج شراءه ، ولا برّاقة – وهي التي تكون طوال النهار في تزيين وجهها ليكون براقاً -، و لا شدّاقة – وهي كثيرة الكلام -) . * من كنوز الحكم : قيل : المرأة الجميلة تملك القلوب لكن المرأة الفاضلة تسرق العقول . قيل : رب جميلة بدون دين يصونها جرَّت على أسرتها الويلات . قيل : جمال الوجه مع قبح النفوس كقنديل على قبر مجوسي ! قيل : قال عبد الله بن جعفر لابنته : يا بنية إيّاك والغيرة ، فإنه مفتاح الطلاق وإيّاك والمعاتبة فإنها تورث الضغينة . قيل : ثلاثة أشياء تسقط قيمة المرأة : حبُّ المال ، والأنانيَّة ، وحبُّ السيطرة ، وثلاثة ترفعها : التضحية ، والوفاء ، والفضيلة . قال رجل للحسن : فمن أزواج ابنتي ؟ قال ممن يتقي الله ؟ فإن أحبها أكرمها ، وإن أبغضها لم يظلمها . • وأخيــــــــــراً : أخي الزوج : لتقف قليلاً مع نفسك بعد أن أصبحت رباً لأسرة وعلى عتبة مرحلة جديدة في حياتك .. لا بد أن تكون واعياً لحجم ومقدرات الأمانة والمسؤولية التي صرت مكلفاً بها . أخي الزوج : لئن كنت بالأمس وحدك فالآن أتى من يشاركك ، ولئن كنت في الماضي تفكر لنفسك فالآن تفكر لك ولغيرك ، ومنذ العقد وإلى أن تخلوا بزوجتك ليلة الزفاف فإنه يحدوك الأمل المشرق والمستقبل الباسم في السعادة .. فخذ بزمام الأمر ، وابحث عنها في مضانها .