عندما تكون إنسانا لك قناعاتك وتنفرد بها مع القلة النادرة من الناس
سيراك الجميع بأنك خالفت قاعدة الاستمرارية مع قناعات الآخرين

عندما تحب العمل وتكون طموحا في زمن يحيط بك كثير من المحبطين وشعارهم الديدن المعروف
( كل الناس كذا يعني انت اللي صح والناس خطأ يارجال امش معهم ووسع صدرك )

عندما تقدم كل مالديك وتجتهد وتعطي
وتكون جادا طموحا سيتهمك الجميع بالجنون لسبب واحد فقط وهو أن كل طموحاتك
وطاقاتك وجدك واجتهادك وإنجازاتك
ستجير لغيرك ذوي الانجازات المتواضعة والذين يتقدمون ويرتقون وأنت

(مكانك سر )

( هو الجنون بعينه )

تذكرت قصة قصيرة وأنا أكتب هذا الموضوع

طفلة صغيرة ذهبت مع أمها للتبضع وفجأة رأت شاحنه متوقفة محشورة في نفق
وجميع رجال الأمن والإطفاء يحاولون بكل الجهود إخراجه ويبدو عليهم الفشل
قالت الطفلة لأمها :
أنا اعرف كيف تخرج الشاحنة من النفق !
لم تعرها الأم أي اهتمام
كررت الطفلة هذا الكلام
استنكرت الأم تكرار ابنتها
وردت معقولة كل هالإختصاصيين غير قادرين وأنت قادرة !

ولم تعط ابنتها أي اهتمام
ولم تكلف نفسها بسماع فكرة طفلتها ..

تقدمت الطفلة لضابط المطافئ :
وقالت له :
افرغوا بعض الهواء من عجلات الشاحنة وستمر !
وفعلا مرت الشاحنة وحلت المشكلة ..

عندها استدعى عمدة المدينة البنت لتكريمها ..
كانت الأم بجانبها وقت التكريم والتصوير وهي من استلمت الدروع والمكافأة !!!

من هذا المنطلق

هل تستسلم للآخرين
وتصبح عاقلا في دنيا مليئة بالمجانين
وتخضع لرغباتهم وللواقع المحبط ؟؟



والسؤال يطرح نفسه ..

هل تخضع لرغبات الآخرين؟؟
أم انكَ لا تستسلم بل تحاول مراراً وتكراراً لتبرز قدراتك؟

وهل ترى بأن الكثير من الموهوبين باتوا خلف الستار
يتجرع ويقتبس الآخرون قدراتهم ليسمو ويُذاع صيتهم في المجتمع؟....