]
القلم الذي طالما رافقني في
سنوات عمري المنصرمة
لم يعد يجيد رتق خيباتي المتكررة
فهذا السهم الأخير
كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير
جعلني أُدير دفة أمنياتي
..
باترة سبابتي نازعة
فتنة الورق
فسقوطي
الاخير ليست ثمة حروف تجيد التعبير عنه
سوى لعنة انتزاع تلك المضغة النابضة بآمال
عقيمة
واقامة الحد
عليها ..
واضعة سوء حظي
في كفة ميزان قدري
وفي
الاخرى قلبي الجريح الذي وان صحت تأويلاتي
لن يطول عهده كثيرا ..
لذلك قررت وللمرة الاخيرة أن ألبي نداء
قلمي
في تدوين آخر
صيحات نبضي
فالحروف
تجأر متساقطة من حولي
والذكريات تئن مغشيا عليها من هول
الصدمة
!
لم
تكن البشرى من وحي الخيال
بل يقين اهتديت إليه
لا يحمل في عمقه سوى اجترار الماضي والاكتفاء
به
ليس لشيئ سوى ان
العمر بات في ذمة الانقضاء
ولم تكن الفكرة من وحي الجنون
بل ايحاء من عالم الغيب يسانده أطراف
الرؤى
أصابت هيبتي
ببركان
أحدث ضجة
عارمة
وانقلاب هزني
وغير مجريات حياتي
!
ومن
بين الانقاض ..
أطياف
تلتهم أطراف الخيبة وتنبؤني برغد الحياة
تشاغلني وتوغل في برزح
فنائي
تستوعب زلاتي
وسوء العاقبة
وتشعل
النور في أيسري
مبشرة
مستبشرة بوفاء سرمدي الأمل
تنفخ
في كير حرفي ليتنفس ويرتل ابتهالات الرجاء
!
أحاسيس تستوى وتبلغ أشدها
تصيبني بوعكة شوق ورعشات
حنين
تبادر برغبة
جامحة في إزالة أثر إغفاءة وغفلة
تصافح أكف الروح وتعيد رسم خطها الزمني
لاستيعاب تلك الأحداث
الغابرة
وإقامة صوامع
خلوة لاصطياد الحقيقة
باندماج فكر وعاطفة
أجسد فيها هياكلا ومعجزات ناءت بها النفس
وطال بها الأمد في جوف
الذاكرة
أروض الوعي
الكامل بحقائق مدعمة برغبات الروح
أتجاهل تكهناتي المشتعلة في بيادر الوقت
أحرق هواجسي في جذوة
الشوق
وأُغرقني في لجة
غرامه المشبع بصدق حبه وانتمائه اللحوح
شموع