حنين ما إن يغادرني
فإذا بطيفكـ بالشوق يأتيني
وكما أنت تجافيني
فألعن نبضاً لكـ أشعل سنيني
وساءلتك
لِمَ ظمأً ترويني
فـ من علة لا أبرأ
ولم منكـ تدوم
ألماً تُهديني
فـ هروبٌ ديدنكــ
عجباً لك
أيروقكـ تأبيني !
فكـن قاتلي ورفيقي لمثوىً
اخترته لأواري
بالثرى عشقك وأنيني
بيد أن عشقكـ ينبت من الأديم
كـ نبتة الصبر
يرويها الظمأ
والصبر يؤويني
وتنامى عشقي
لم يكتفي عند حدود الألم
فبات أكثر من أن يضنيني
وكأنه مسٌ يسكنني
لا غير الهدى منه يبريني
فرجوت الفكاك
رجوت سوء فعالك
من مسٍ تُرقيني
وضرعت للمولى
أن في غير هواك يحيني
أن تُنتزع نبتة هوانا من جذورٍ
وماضي الصبر لنسيانٍ يكفيني
فـ زعمت وعزمت
أني بلا عودٍ سأكتب
على قبر التمني
قد كان الهوى في الألم يرديني
وبرءت صبراً من صمت القبور
فـ ما عاد يجدي هوىً قاتلي
وما عاد الهوى عن عطشٍ يعميني
فإني بفضلك سُلبت ولهي
فلا مهلاً لهوىً دام يشقيني
أيمكن بيومٍ يصدق عزمي
أم أني أزعم كفاية حنيني
فهو الحنين ما إن يغادرني
فإذا بطيفكـ بالشوق يأتيني