]من روائع الادب العالمي
هذه الرّحم الأرضيّة ، تعرفُ بدقّة قيمة كلّ من أبناءها ... وكلّما سمت الرّوح التي صنعتها ،
صعبت الوصايا التي تفرضها عليها : إنقاذ نفسها ! أو شعبها !! أو العالم !!!
إنّ مرتبة روح الإنسان تتحدّد بأيِّ من هذه الوصايا تلتزم : الأولى ! أو الثانية !! أو الثالثة !!!
ومن الطبيعيّ أن يرى كلّ إنسان هذا الارتقاء الذي تكون روحه ملزمة بالقيام به ،
محفوراً بعمق أكبر على الأرض التي ولد فيها
.
إنّ هناك تعاقداً وتفاهماً غامضين بين هذه الأرض التي صنعتنا وبين أرواحنا .
وتماماً كما ترسل الجذور أمراً سريّاً إلى الشجرة لكي تزهر وتحمل الثمار ،
بحيث تجد هذه الجذور مبرّر وجودها وتصل إلى الهدف من رحلتها ،
كذلك فإن أرض الأسلاف بالطريقة ذاتها تفرض وصايا صعبة على الأرواح التي ولدتها
، ويبدو أنّ الأرض والروح مصنوعتان من المادة ذاتها وتقومان بالهجوم ذاته ،
والروح هي التي تحقّق الانتصار الأكمل .
........................................ .................................
( نيكوس كازانتزاكيس / تقرير إلى غريكو
الحقد يعرف كيف يبعث الحياة في ضحاياه ....
ليعتصرها من أجسادهم من جديد .
........................................ ...........
قصيدة ( برميل الحقد ) من ديوان أزهار الشر
بودلير . شـارل بيـير بـودلـير . فرنسا (1821-1867)
الحرية لا هدف لها ... ونحن لا نجدها على الأرض ...
لن نجد على الأرض إلا الصراع من أجل الحرية ....
نحن نتصارع من أجل شيء لا يمكن بلوغه .
........................................ ......
نيكوس كازانتزاكيس / رواية الأخوة الأعداء
بي توقٌ واحدٌ وحسب ، وهو أن أُمسكَ ما هو مختبئٌ خلفَ المظاهر .
أن أستكشفَ ذلك اللغزَ الذي ينجبني ويقتلني .
أن أكتشفَ إن كان هناك وراءَ الجدول اللامرئي والمتدفّق للعالم
، حضورٌ مختبئٌ لامرئيّ وثابت .
وإذا كان العقل لا يستطيع ...
إذا لم يكن مخلوقاً ليقومَ بمحاولة اختراق الحدود إلى ما ورائها ،
عندئذٍ أتمنى لو كان القلب يستطيع ذلك .
وراء ...! وراء ...! وراء ...!
وراءَ الإنسان أبحثُ عن اللامرئيّ الذي يضربهُ ويسوقهُ إلى الصراع .
أنصب كميناً لأكتشف أيّ وجه بدائيّ يصارع وراء الحيوانات ليطبع نفسه
على اللحم الهارب من خلال خلق وتدمير وإعادة صياغة أقنعة لا تحصى .
أصارع لأخطو خلف النباتات الخطوات الأولى المتعثّرة لللامرئي في الوحل . )
........................................ ..................
نيكوس كازانتزاكيس / رواية الحديقة الصخرية .
محمود درويش
البكاء
ليسَ مِن شوقٍٍ إلى حضنٍ فقدتُه
ليس من ذكرى لتمثال كسرتُه
ليس من حزن على طفل دفنتُه
أنا أبكي !
أنا أدري أن دمع العين خُذلانٌ ... و ملح
أنا أدري ،
و بكاء اللحن ما زال يلحّ
لا ترشّي من مناديلك عطراً
لست أصحو... لست أصحو
ودعي قلبي... يبكي !
*
شوكة في القلب مازالت تغزّ
قطرات... قطرات... لم يزل جرحي ينزّ
أين زرّ الورد ؟
هل في الدم ورد ؟
يا عزاء الميتين !
هل لنا مجد و عزّ !
اتركي قلبي يبكي !
خبّئي عن أذني هذي الخرافات الرتيبة
أنا أدري منك بالإنسان ...بالأرض الغريبة
لم أبع مهري ...و لا رايات مأساتي الخضيبة
و لأنّي أحمل الصخر وداء الحبّ ...
و الشمس الغريبة
أنا أبكي !
أنا أمضي قبل ميعادي ... مبكر
عمرنا أضيق منا ،
عمرنا أصغر... أصغر
هل صحيح ، يثمرُ الموتُ حياةً
هل سأثمر
في يد الجائع خبزا ، في فم الأطفال سكّر ؟
أنا أبكي !
أنا بهو قديم تملؤه الزهور الذابلة !!
أنا الصرخة الحادة في صوتي
والسُّم الأسود في دمي
أنا المرآة المشؤومة التي تتملّى
فيها المرأة الشرسة وجهها
أنا الجرح والسكين أنا الخدُّ والصّفعة
أنا الجسد ودولاب التعذيب
أنا الجلاد والضحية
أنا مصاص دماء قلبي
وأحد هؤلاء المنبوذين العظام
الذين حُكم عليهم بالضحك المؤبد
لكنهم منعوا من الابتسام !
........................................ ...............
متصفح الادب العالمي حصريا ولعيونكون
هنــــــــأأء
شارل بودلير