من أنـــــت ؟




أتوق لمعرفة أخبارك
والاطلاع على أحوالك
أطمح إلى قراءتك كتابا مفتوحا
على وجه مكتبي
أطمع في سبر أغوارك
والطواف حول مقدسات خيالك
انتقي منها ما يلائم طبعي وينسجم مع هوايتي
وأطرح ما يناقض وجهتي ويختلف مع هواي وغايتي
أكتري سلما ارتقي به إلى قمة قامتك .
واستعمل منظارا أطل به وأرى مخزونات أدمغتك
رغم أني على يقين من مكنوناتها
ولكن الفضول يستحثني
وحب الاطلاح يقودني
لمعرفة المزيد عن أسرارك
والغوص عميقا بين ثناياك
وعند بلوغ المرام حصلت المفاجأة
ألفيته وعاءا مليئا بذخائر مهجورة
وآثار هرمة متآكلة
تناثرت حول ضفاف شفاه الجدات اللائي اعتدن
الفضفضة مع الأحفاد بما نقلن من موروثات
الأساطير .
إني أعرف جيدا الإناء وما يحويه
والدماغ وما يتخيله
ويفكر فيه .
إن هذا الدماغ ، نسخة ، مطابقة لغيره ،
والأخيلة هي هي
عند هؤلاء وألئك .
قصور شامخة
شيدت فوق رمال ناعمة متحركة
أعمدتها من خيوط السراب
وسقفها وجدرانها أكوام تراب
أخفت وراءها آكاما من الران والدرن
إنها نفسي
وجدتني مرارا أحاول جادا كبح جماحها
ولكن بدون جدوى
خبرتها ،اختبرتها
نهرتها، هددتها
و
لا زالت كما كانت أكثر عنادا
واشد غموضا ومروقا واضطرابا .