مانراه ومانقرأه في مضمون الشعر ومايركز عليه شعراء وصف المرأة
(وهُمْ كثير)
و
مبالغتهم في ذكــر محاسن المرأة دون التطــرّق إلى وصــف عقلها .. كأنما المـرأة مجــرّد جســد أجـوف لايحوي إلاقلب رقيق .. لاتملكه .. أمّـا العقل فلا يرون له وجود في ذلك الجسد ..
فضاعت في زخم العبارات والآهات تلك العالمـة والطبيبة والأديبة والمفكّرة …
ومالقيت من أدباء الشعر مَن تطوّع وطوّع قلمـه في وصف تلك المثالب …
كأنما كان هـذا الأمر لايعنيهم البتّـة ..
وكأنّمـا المــرأة ماخلقت إلاّ لهــدف آخـر معنـاه في قلب الشاعر ..
فلا أحاســيس .. ولا مشـــــاعر ..

مسـكينة أنت أيـّتهــــــا الأنثي …
كم أشـــفق عليك …
كم أرأف بحــالك ...
خلقك الله وكرّمك وأكرمك …
وجعـلك في أحسن تقويم …
ونعّمك أيـّمــا تنعــيم …
أنساك ذلك الرجل الطـامع في بعض ماخصّكِ الله من الرقّـة واللطف والدلال …
إرضـاءاً لنزوَاتِهِ …
وإشـباعاً لشـهواته …
أنساك نفســك …
حتّى أصبح هو شغلك الشاغل …




أنت أيهـا الرجل …


هل سـألت نفسك يومـا وأنت تبدأ في تقليب أفكارك تبحث عن تلك الأبيـات المنمـّقة …
والكلمات الملفـّقة …
والآهات المتدفّقـة …
هل سألت نفسـك لمـا كــــل تلك المشـاعر …
وهل هَي صَـادقة …
أم أنّهـــــــا زيـف وتزلـّـف ...
ومبالغة وتكلُّف …
كم قصيدة كتبت من أجل الّلقـاء …
وكم بيت سطرت بعـد الّلقـاء …


أمن بعــد ماملكت جَسَداً كان بالأمس لحـنا تترنّم به …




غـدوت اليوم لاتهفوا إليـه …
فأنت أيّها الشـاعر المتيـّم …
كـم داعـبت كلمـاتك تلك القلـوب الرّقِيقة …
ماتركـت نقطـــة في الجســــد إلاّ وصـــفتها …
من أخمــص القدمــين حتى بلغت الجـــدايل …
إلا شـــيئا واحِداً لم ينـــل منك مايسْتحِقه …
فأين عقلهــا في معجــم ألفاظـــك …
أم أنك لاتـرى إلاّ ماتريــد …
أليس لها عقل أم أنك لايعـنيـك إلاّ القلــب …
أتخشــى إن طرقت باب عقلــهـا تفـتـّح لك ذهنها فترى حقيقـة أمـرك …
فتفقـد أنت قـدرك …
هــلاّ أنصـــفتها كما أنصفت نفسـك ...


كأني بتلك المرأة وقد نظرت في مرآة الحياة ...



تأمـّلـــــــت نفســــــــها ...
تفقـّــــــــدت أحـــــوالها …
وجدتهــــــا يرثـى لهــــــــا …
فتـلك التجاعــــــــــــــيد ...
وتلك الأخــــــــــــــــاديد ...
وكـــلّ يـوم يأتي المــــزيد ...

إنطلقت آهة خجلى ثم تنهيد ...
ولكن هل هذا يفيـــد …



ســـــــــــيّدتي حـــــوّا ء …

ما أجــملك باكـــــــــــية … وما أعـدلك شــــــــاكية …
كــــــم قلـت لهـــــــــــم … ذروا قلبهــــــــــــــــــــــا ...

دعـــــوا حـبّهـــــــــــــــا ...


قــالو عني في الحــب بليـــد … قلت منكـم أســـتفيد ...
أرى فيك أيتهـــا الفتــون … مالا يــراه العاشـــقون …

وأهــيم بـك حــتّى الجــــنون ...

تغــزّل الشــعراء … تنـــــزّل الأمــراء ...
تبــذّل البلهــــــاء ... تجمّـــل الســـفهـاء ...




لاأريد قلبا .. بل عقـل رشــيد …

نعم ..

إن هذا ما أريـد …


أما آن لهـذا الجســد أن يتضـجّر …
أما آن للفكـر أن يتفجّر …
أم أنّ الحسّ تحجـّر ...

أما رأو إلا مأرادوا أن يرو …
أمـا علموا غير ذلك ومادرو …
ام أنـّهم عرفوا وتنكّـروا …


لعمري ..

إنّه الجهل أكيد … أو هــو المكـــر الشــديد …


ضعي على القلب ملاءة … وأزيحى عن العقل عـباءة …
فقد أتى الحكم .. بـراءة …

لا ميول ولا انحراف … ولابديل عن العفاف …
واقرأي نون وقاف … وماللعلم ضـفاف …




فانهـــلي منــــه المـــزيد … واجعــلي منــــه الرصــيد …

متى يفيق العشاق ... متى يثيب الفسّــاق …
متى متى …
أم ضاعت الأخلاق …

حوّاء يا حرم مصـون …
حــــوّاء يــا أم حـــنون ...
لم أنتهـي ...
فللحديث شـجون ...


لايغرينّك شــدو النشـــيد … ولايفتننّك عـذب القصــيد





كل عام وانتم بخير
مماراق لي