اصحاب العقول النيرة واصحاب العقول الفارغه
بسم الرحمن الرحيم

لقد أهتم الإسلام بالعقل اهتماما واضحا, حيث جعله مناط التكليف, وموضع التكريم, الذي به

تتحقق أهلية الإنسان لكي يصبح خليفة في الأرض, يسعى في أعمارها كما قال تعالى ((...هوَ

أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا...)) ذلك أن العقل هو المحور والموجه لهذا البناء, وتلك

الخلافة. فالحضارة تقوم على عقول نيرة وأفهام راسخة تنطلق من أرضيات صلبة.

ولقد خاطب القران الكريم العقل الواعي, ورسم له حدود السكون , وحدود الحركة, فأصبح العقل

المسلم بعد هذا كله....عقلاً مدركاً حكيماً رشيداً يميز الأمور, قبل أن يصدر حكماً تجاهها.
.
ولكن مع التردي الحاصل لعقول بعض البشر , وخاصة في هذه الأوقات , والتي أصبحت فيه

الاستكبار والغطرسة, فأصبح العقل المسلم عقلا رتيباً خاملاً ينزع في تفكيره إلى الأمعية ,

والتبعية (( والمغرم دائما يتقليد – بنظرية التابع والمتبوع - )), وانعكس هذا الأمر جلياُ على

أمور الحياة بعمومها... , مما أخرج نتاجاً قبيح الطعم, والمظهر, والذي تولى كِبر هذا التوهان,

وهذا الانحراف المشين للعقل المسلم.... أكبر دليل على ذلك..... تغييب الرأي الحر, وسلب الإرادة

الحرة,ولكن العجب الأكبر, والأكثر خطراً , والذي يحز في النفس حقيقة هو الانقياد الأعمى

والبليد من قبل أصحاب العقول الفارغة ممن بلغ سن الرشد, ولا زالت روح المراهقة – بكل ما

تعنيه هذه الكلمة - تدب في دمه وأوصاله ألهذا الحد, وإذكاء روح التحدي, وروح المقاومة,

وروح المنافسة, والثبات على المواقف التي ترتكز على عقيدة صلبة , وراسخة ,,,,,,,