القلب الاول ..


( قلب خال من الايمان وجميع الخير )
فذلك قلب مظلم قد استراح الشيطان من القاء الوساوس اليه
لأنه قد اتخذه بيتا ووطنا وتحكم فيه بما يريد وتمكن منه غاية التمكن .


القلب الثاني ..


( قلب قد استنار بنور الايمان وأوقد فيه مصباحه لكن عليه ظلمة الشهوات )
وعواصف الأهوية
فللشيطان هناك اقبال وادبار ومجالات ومطامع فالحرب دول وسجال
وتختلف احوال هذا الصنف بالقلة والكثرة
فمنهم من غلبته لعدوه اكثر .. ومنهم من اوقات غلبة عدوه له اكثر ..
ومنهم من هو تارة وتارة .


القلب الثالث ..


( قلب محشو بالايمان قد استنار بنور الايمان وانقشعت عنه حجب الشهوات
واقلعت عنه تلك الظلمات )
فلنوره في صدره اشراق ولذلك الاشراق إيقاد لو دنا منه الوسواس احترق به !
فهو كالسماء التي حرست بالنجوم فلو دنا منها الشيطان يتخطاها رجم فاحترق
.
.
وليست السماء باعظم حرمه من المؤمن وحراسة الله تعالى له اتم من حراسة السماء
والسماء متعبد الملائكة ومستقر الوحي وفيها انوار الطاعات
وقلب المؤمن مستقر التوحيد والمحبة والمعرفة والايمان وفيه انوارها
فهو حقيق ان يحرس ويحفظ من كيد العدو فلا ينال منه شيئا الا خطفه.
.
.
وقد مُثل ذلك بمثال حسن وهو ثلاثة بيوت


بيت للملك فيه كنوزه وذخائره وجواهره .


وبيت للعبد فيه كنوز العبد وذخائره وليس جواهر الملك وذخائره .


وبيت خال صفر لاشئ فيه !


فجاء اللص يسرق من احد البيوت فمن ايها يسرق ؟؟


فإن قلت من البيت الخالي كان محالا لان البيت الخالي ليس فيه شئ يسرق .


ولهذا قيل لابن عباس رضي الله عنهما ان اليهود تزعم انها لا توسوس في صلاتها
فقال وما يصنع الشيطان بالقلب الخراب !!


.. وان قلت يسرق من بيت الملك كان ذلك كالمستحيل الممتنع
فكيف يستطيع اللص الدنو منه وحوله من الحرس والجند ما حوله !!


.. فلم يبق للص الا البيت الثالث وهو بيت العبد .. فهو الذي يشن عليه الغارات !!
.
.
فليتامل اللبيب هذا المثال حق التامل ولينزله على القلوب فانها على منواله
.
.


من كتاب الوابل الصيب ..
اعجبني واحببت ان افيدكم به ..
جعلني الله واياكم من اصحاب القلوب النقية النيرة ..

منقول