أو في بستانِ السيرةِ العطرة ، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ..

ولا سيما مع صحبةٍ طيبةٍ مباركة ، تفيضُ عليكَ من أنوار قلوبها نورا .. فيتجدد وينتشي .!!

أننا لا ندرك مثل الحقائق وروعتها ، إلا إذا غمسنا أنفسنا في بحرها ، وعطرنا أرواحنا*

بأريجها ..

هنالك تدرك كم هم محرومون أولئك الذين يعيشونَ بعيدا عن هذه الأجواء السماوية ، ثم*

هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ..!

نعم محرومونَ من أروعِ متعِ الدنيا ، رغم أنك تراهم يضحكونَ ملء أفواههم ويغنون*

ويرقصونَ ويلعبون ...

غدا ستتكشفُ لهم الحقائقُ ، فيهولهم ما سيرونَ ..!!

يا حسرة على العباد .!!

أنك يستحيل أن تدرك حلاوةَ العسلِ ، وطيب مذاقه بمجرد القراءة عنه ، أو السماع*

لأوصافهِ ، بل لابد لك أن تمدّ يدك لتلعق

منه ، أو لتغترف .!

عندها فقط ،، أحسبُ أنكَ ستهتفُ في انبهار :

آآه ..حقا ما وصفتم ، بل ما أذوقه الساعة فوق الوصف .!!

في أجواء الملائكة يخيلُ إليكَ أنكَ خلعتَ ثوباً ، ولبست آخر ، فتجددت فيك الروح وصقلتْ*

، فكأنما أصبحتَ تنظرُ إلى الدنيا و

أهلها بغير العينِ التي تنظر بها من قبل !!

مما يترتب عليه أن تتغيرَ أحكامٌ ، وتتبدل موازين وتعتدل مفاهيم ، وتصحح أمور كثيرة ..*

كنت تراها مقلوبةً وأنت تحسبُ

أنها مستقيمة !!!




في أجواءِ الملائكةِ وهي تشارككَ متعةَ العيش مع القران ، في رحاب مسجدٍ ، مع*

صحبةٍ طيبة مباركة ، تتخلله أحاديث

سماوية ، وشيء من السيرة العطرةِ ودروسها ، في هذه الأجواء تهب على القلب*

نسائم سماوية عطرة ، تجعله يشعرُ

شعورَ من رحلَ عن الدنيا ، وحلّ في الجنة ، وتزوّد منها، ثم عاد إلى الدنيا ثانيةً .!!

وتنسى أنكَ تجلسُ في زاويةٍ مسجدٍ مستنداً إلى سارية ,وحولك بلابل تشدو بآيات الرب*

جل في علاه ، وتتدارس معك حول

معانيه ،، تنسى ذلك تماما ، فكأنما اتسع المكان !!

آخر حدود الدنيا ، بل حلّق فوقها .!!

ذلك لان القلب تشبع بالنور و أضاء فانفسح ..!

فإذا المكان الضيق في سعة السماء .!

ألم يأو أهل الكهف إلى ذلك المكان الضيق فقالوا :

{ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً }.

فإذا بهم يجدون في الكهف رغم ضيقه ، سعة وفرجا وهداية ونورا وانشراحا ورضا*

وسكينه وزيادة أمان ..

ذلك درسٌ عميقٌ لا ينبغي أن يفوتكَ وأنت تقرأ قصةَ هؤلاء الفتيه ..!

حينَ تعيش مع الله سبحانه ، وترتبط به ، فان أضيق مكانٍ في الدنيا ، ينقلب جنةً وارفةَ ا

الظلال ، طالما بقى قلبك ترفّ فيه

حمائم السكينة ،، وتشرقُ فيه أنوار التوحيد واليقين ، فثقْ أنكَ لنْ تجدَ تمامَ اللذة إلا*

حين تضع قدمكَ في الجنة ، ولكنك تجدُ

بشائرَ الجنةِ ونسائمها ،،

إذا أقبلتَ على الله ، وشُغفَ قلبك حباً له ،

وارتبطت بكتابه الكريم ولم تغفل عنه .!

هذا هو الطريق .. ويبقى عليكَ أن تشمر ..!

{ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}.

كم سيتألم أهل النار حين لم يكونوا من أهل الجنة .

ولو كانت لهؤلاء المعرضين اليوم عن الله قلوب حقاً

لتألموا اشد الألم أنهم ليسو من أهل القرآن ..!

وكما سيقول أهل الجنة في الجنة ، نقولها اليوم في ان تشاء :

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ }..