حكى الأصمعي قال:

بينما كنت أسير في بادية الحجاز إذ مررتُ بحجرٍ قد كُتب عليه هذا البيت:


أيا معشر العشاق بالله خبروا* * * * * * إذا حل عشقٌ بالفتى كيف يصنعُ ؟

فكتب الأصمعي تحت ذلك البيت:

يداري هواهُ ثم يكتُمُ سرهُ* * * * * * * * * * ويخشعُ في كل الأمور ويخضعُ


ثم عاد في اليوم التالي إلى المكان نفسه فوجد تحت البيت الذي كتبهُ هذا البيت:


وكيف يداري و الهوى قاتلُ الفتى* * * * * * * و في كل يومٍ قلبهُ يتقطعُ ؟


فكتب الأصمعي تحت ذلك البيت:

إذا لم يجد صبراً لكتمان سره* * * * *فليس له شيئ سوى الموت ينفعُ


قال الأصمعي:

فعدتُ في اليوم الثالث إلى الصخرة فوجدتُ شاباً مُلقى تحت ذلك الحجر و قد فـــارق الـــحـــيــاة وقد كتب في رقعة من الجلد:


سمعنا أطعنا ثم متنا فبلّغوا* * * * * * سلامي إلى من كان للوصل يمنعُ



هنيئاً لأرباب النعيم نعيمهم و للعاشق المسكين ما يتجرعُ

عليه رحمة الله تعالى