كيف يكون طعام العيد صحي ومفيد؟


- الانتقال التدريجي الآمن من الصيام إلى الإفطار ضرورة.
- حذار من كثرة تناول الأسماك المملحة لضررها على الصحة.
- يجب ألا تخلو مائدة العيد من الخضروات والفاكهة الطازجة.
- كعكة واحدة في اليوم تكفي مع قليل من التسالي.


ترتبط عندنا المناسبات الدينية والقومية بعادات غذائية معينة تعارف الناس عليها وباتوا لا يستطيعون الاستغناء عنها مهما كلفهم الأمر وشق عليهم، مثل إعداد الكعك في عيد الفطر, والثريد باللحم , أو صينية الرقاق باللحمة في عيد الأضحى, وتناول الأسماك المملحة في يوم شم النسيم , وشراء الحلوى في يوم المولد النبوي الشريف, وإن لم يكن لتلك الأطعمة أصل في الشريعة إلا أنها باتت عادة يقبل عليها الكثيرون ..
وفي عيد الفطر يكثر الطعام ويتنوع, ولكن يظل الكعك وملحقاته من البسكويت والبيتي فور والتسالي كالترمس وحمص الشام واللب والفول السوداني والفستق والحلوى مثل الشيكولاته والبنبون وغيرها تتصدر المائدة و تُقدم للضيوف وتعد سمة مميزه للتسلية خلال أيام العيد .
وفي السطور التالية نستعرض فوائد بعض هذه التسالي كالترمس والحمص :-
غذاء ودواء:-

الترمس من البقوليات وتكثر زراعته في مصر ولبنان وسوريا , ويحتوي على قيمة غذائية عالية فنسبة البروتين به تصل الى 30 % ويحتوي أيضا على الكالسيوم والفسفور وبعض الأملاح المعدنية وغني بالألياف, وهو مقو جيد للأعصاب ومنبه للقلب ومدر للبول ومضاد لبعض الأمراض الجلدية كالصدفية والأكزيما ويساعد على تخفيض نسبة السكر لدى مرضى السكر ويساعد على التخلص من الديدان ويقاوم حدوث الإمساك.
ويحتوي الترمس على مادة مُرة تعد سامة لذلك لابد أن يتم نقعه مدة لا بأس بها قبل سلقه, ومن الأفضل تغيير مياه السلق عدة مرات حتى نتخلص تماماً من مرارته ويكون صالحاً للأكل , حيث يقدم بعد الطهي ويتم إضافة الملح والشطة والليمون حسب الرغبة.
قيمة غذائية:-

معروف عندنا بحمص الشام أو مشروب ( الحلبسة ) وله من الفوائد الغذائية الكثير, والذي قال عنه ابن سينا أنه ينفع في سائر الأورام والقروح الخبيثة والحكة ووجع الرأس والأورام وراء الأذنين.

ويُنصح بتناوله وسط الطعام لا في أوله ولا في آخره, ويمكن أن يقدم مطبوخاً مع أطعمة أخرى , وينصح بعمل حساء من الحمص للأطفال من سن 4 إلى 5 سنوات وهو من الأطعمة الرائعة في الشتاء لتلافي البرد القارص.
ويحتوي الحمص الجاف على نسبه من وزنه ماء بالإضافة إلى المواد الدهنية والبروتينية والأملاح المعدنية كالفسفور والكبريت والبوتاسيوم والكالسيوم والحديد.
وطريقة إعداده بسيطة:-
حيث يتم نقع الحمص ليلة كاملة ثم سلقه في ماء به ملح وكمون ويتم إضافة عصير الطماطم مع الثوم أو البصل حسب الرغبة بالإضافة إلى الشطة والليمون بعد الطهي حسب الرغبة.
وفيما يلي بعض النصائح والإرشادات الغذائية

حتى يمر العيد دون متاعب صحية أو مشكلات غذائية.
إنتقال آمن:-

لابد من تهيئة الجسم بالانتقال الآمن والتدريجي لوضع الصيام طوال النهار في شهر رمضان , وعدم تناول الطعام إلا في وقت المغرب وبداية الليل, وتغيير أوقات الإفطار التي يبدأها المسلم بوتر من التمرات قبل التوجه لصلاة العيد إتباعا ً لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم .
وترجع أهمية هذا التدريج إلى أن أجهزة الجسم قد إعتادت هذا الوضع وتكيفت معه من الناحية الفيزيائية والكيميائية والهرمونية طوال شهر كامل,
لذلك فإن من الخطأ أن نثقل على المعدة والكبد والقلب بالطعام الكثير المفاجئ في صبيحة يوم العيد حتى لا تحدث اضطرابات في نظام عمل تلك الأجهزة وينتج عنها أوجاع ومتاعب صحية نحن في غنى عنها وأكثرها حدوثا ً على سبيل المثال الشعور بالمغص و الرغبة في القيئ وحدوث الإسهال و الذي يرجع سببه إلى تداخل الأطعمة وتنوعها وحشو المعدة بكمية كبيرة منها في وقت وجيز مما لا يطيقه الجسم فيسعى للتخلص منها .
زيادة الوزن:-

ونحذر من كثرة تناول الكعك والبسكويت والبيتي فور في العيد لأنها تحتوي على كمية كبيرة من الدهون والسكريات والنشويات والتي تُسبب عسر هضم ومن ثَم تُجهد الكبد والجهاز الهضمي, ولذلك يكفي تناول كعكة واحدة أو اثنتين على الأقل طوال النهار بالإضافة إلى كمية قليلة من باقي أكلات العيد ,
ونوضح أن الكعكة الواحدة تحتوي على 1000 سعر حراري مما يتسبب في زيادة الوزن بشكل كبير.
ونشير إلى خطأ اعتقاد البعض بأن تناول الشاي الساخن مع الكعك يؤدي إلى سهولة هضمه وقلة ضرره, مبيناً أن الشاي لا يحتوي على مواد مهضمة, ولكن هذا مجرد إحساس لمن يتناوله نظرا لسخونته فهو يخلص الفم والأسنان مما علق بها من دهون ونشويات ولكنه لا يفيد في هضم الطعام.
و أن المشروبات الغازية هي الأخرى لا تفيد في هضم الطعام ولكن مع تناولها يحدث تحلل لحامض الكربونيك والذي يتحول إلى غاز ثاني أكسيد الكربون ومياه, وهذا الذي يعطي الإحساس بالانتعاش بالغازات التي تكثر في الفم والمرئ, محذرا ً من أضرارها على الجسم لأنها تعد مصدراً عالياً جدا للسكريات فالزجاجة الصغيرة منها تعادل 10 ملاعق سكر !!
الحل في الزبادي:-

إن الحل للتخلص من الإحساس بعسر الهضم والتلبك المعوي عند أكل الكعك هو تناول أيا ً من منتجات الألبان لأنها تحتوي على بروتين اللبن ( اللاكتوز ) وفي مقدمتها الزبادي واللبن الرايب لأن نسبة الدسم و الطاقة الحرارية بها أقل ولأنها تحتوى على خمائر طبيعية تساعد الجسم على هضم الطعام وعدم الشعور بالانتفاخ وكذلك تريح المعدة.
احذروا هذه الأكلات:-
ونحذر من تناول الأسماك المملحة في يوم العيد مثل الرنجة والفسيخ والسردين نظرا ً لما تحتويه من نسبة أملاح عالية مما يسبب متاعب صحية كبيرة خاصةً لمرضى الضغط المرتفع
ونؤكد أنها من أسوأ الأكلات التي يمكن تناولها في العيد خاصة الفسيخ الذي يعد من الأسماك المتحللة الفاسدة والذي قد يصيب من يتناوله بالتسمم أو الوفاة لا قدر الله.
و أخف هذه الأسماك ضرراً هي الرنجة لأن نسبة التلوث بها قليلة نظراً لطريقة تصنيعها التي تعتمد على التدخين والتمليح محذراً في الوقت نفسه من الإفراط في تناولها حتى لا تحدث متاعب صحية ومفيدا ً أن تناول كمية من الخضروات الطازجة معها كالطماطم والجرجير والخس والبصل والفلفل الأخضر لا يزيدها فائدة إلا أنها تقلل فقط من نسبة الأملاح للمحتوى الكلي لهذه الأطعمة التي تدخل الجسم.
وننصح بضرورة الاعتدال في تناول اللحوم فالجسم لا يحتاج منها سوى 100 جرام فقط يوميا ً مبينا أهمية تناول الخضروات والفاكهة الطازجة التي تمد الجسم بالفيتامينات والألياف والأملاح المعدنية ولكن مع عدم الإسراف فيها فلا أكثر من ثمرة أو ثمرتين في اليوم نظراً لأن الفاكهة تحتوي على سكريات طبيعية وقد تسبب زيادة في الوزن وبها أيضاً مادة الفركتوز التي يصعب على الجسم هضمها .
تسالي العيد:-

ونأتي إلى تسالي العيد التي يقبل عليها الصغار والكبار مثل المحمصات كاللب والفول السوداني والفستق وكذلك الترمس والحمص والبنبون والشوكولاته والتي يحرص الجميع على تقديمها مع كعك العيد وتناولها بكثرة,
فننصح أيضا ً بعدم الإسراف في تناولها, فالمحمصات تحتوي على كمية كبيرة من الزيوت التي تؤدي إلى الشعور بالانتفاخ وثقل الجسم وزيادة الوزن وخاصة الفول السوداني والحلوى تزيد من نسبة السكر في الجسم وتصيب الأسنان بالتسوس.


التنزه أثناء النهار:-
وحتى تكتمل النصائح المفيدة في العيد
وينصح بالتنزه في الحدائق الواسعة ذات المساحات الخضراء البهية والورود العطرة الندية لما لها من أثر طيب على الصغار والكبار من الناحية النفسية والصحية ومحذراً في الوقت نفسه من الخروج في أوقات الظهيرة والتعرض لدرجات الحرارة المرتفعة ومشيرا ً إلى أهمية التواجد في أماكن الظل إذا اشتدت الحرارة وعدم الإسراف في الحركة وشرب نسبة معتدلة من المياه والعصائر الطبيعية التي تعوض الجسم ما فقده من مياه وأملاح, ومنبها ً إلى ضرورة تجنب الأماكن المغلقة و المزدحمة نظرا ً لعدم تجدد الهواء بها وبهذا نحذر السلبيات التي قد تقلل من بهجة العيد ولنقضي جميعا أيامه في فرحة وسعادة.