خاطرة مهربة من زمن الألم


لن أسامحك
سأحرر قلبي يوما من حبك،
و أستعيد الطموح الحالم و الأمنيات ،
و يبقى فؤادك وكرا لأشباح آمالي
و لأنين الذكريات ، تطاردك لعنة حبي انتقاما ،
و تمزق صدرك بمخالب التنهدات
...ستهجرك نوارسي و تستوطنك خفافيش الأرق
...تعزف ريح الحسرة العاتية على أعصابك
مقطوعات العويل ، و يرقص اغتيال صدقي
على إيقاعها شطحة فزع القصاص ،
و يقرع الندم طبول العرض ،
ثم يعم السكون ...و لما ينام الكون كله في
ذات كل المخلوقات ، تسمعين وقع خطى
غدرك تتقدم واثقة أنك تنتظرين ،
و يخونك الغرور الذي كان يوحي اليك أنك
السيدة و يجب أن تتكبرين
...تتطاولين...تتنكرين...
حينها ستعتذرين و لن أسمعك ،
و لن أراك كما كنت أتعذب شوقا إليك
و أنت تنظرين ، ساخرة تبتسمين ...
لن أراك و لن أسامحك ،
لأنني أكون أبعد مما تتصورين ...
مارد هو حبي المغرر به ،
المقتول...الممثل به..
.مشوه يسكنك كالقرين ،
يطارد نبضات الأنس بنقرات القلق
...تصرخين و لا رد للصدى سوى
صمت الموت البطيء الذي كان يمارسه
غرورك على هيامي بك ،
و أنت تتفرجين ...
و تأتيك بشاعات الظنون من كلة جهة ،
و لن تجدي إلا شظايا حلم و بقايا حب
متشبثة ، تناثرت على درب الصل بك الذي
مهده صبري ، تلتف حولك ،
تحتويك و هي الجريحة ، اتموت
و أنت في حضنها ...نعم ،
تموت لتمدك بشيء من الحياة ،
يمخرك فيه الأنين ، لعلك تعتبرين
...و لن أسامحك لأن طعنة الرمح
أحياني أرحم من طعنة الكبر بالصمت في خطاب العيون .