هي حكاية من أعماق الدنيا المرة ,فأعماق بحركم مليء بخبايا السوء وأعماق بحري مليء بما رحب وطاب

يمكن أن تتخيلوا ويمكن أن تحكموا ولكن لا يمكن أن تعيشوا ما عاشه عبد المالك وإخوته.
إسمه عبد المالك شاب وسيم ومثقف ما إن تراه تظن بأنه من عائلة ثرية وتحسبه حبيب أمه الوحيد كما كنت أظن انا أيضا , إلى أن جاء اليوم الدي يُخرج فيه أثقال قلبه فقال:
كنا نسكن في عنابة نستأجر بيت إلى أن أعطتنا البلدية بيت نسكنه كانت ضروفنا قاسية فدهبنا إلى بيت خالتي نسكن عندها
كانت أختي الكبرى مخطوبة وموعد زفافها قريب وحين بدأت الترتيبات دهب المدعو أبي وتركنا نتخبط
رجوناه ألا يتركنا في هده الحال فقال:لا يهمني الامر زوجوها أو أتركوها وكان من عادات أهل عبد المالك أنهم لا يطلبون الشرط للزواج وإلا كانوا أعانوا انفسهم بنقود الشرط
المهم كما يقول عبد المالك رحل والدي والدي وتركنا نتخبط في مشاكلنا نسي واجبه ومسؤولياته ودهب
عملت انا وأخي وبعنا بعض الأغراض وأشترينا لأختي ما يلزم وأتممنا العرس وقمنا بالواجب اللازم لكي لا تحس أختي بالفراغ وكيف لفتاة ألا تحس بغياب والدها ليلة زفافها...........؟
مرت السنين القليلة وسمع عبد المالك أن والدهم يريد أن يبيع بيتهم في عنابة فدهبوا وبقوا عنده ونجحوا في ردعه عن بيع البيت ,وقتها لم يكن الوالد المزعوم يملك درهما واحدا فأخدوه معهم إلى بلدهم الآخر
إلى اليوم هم في حال ميسورة الأخت متزوجة في فرنسا ,عبد المالك يشغل منصب في البلدية.....إلخ
ولكن يبقى أمر واحد الكل يكرهون والدهم لدرجة لا تتصورونها فقط صباح الخير.....مساء الخير
لا يساعدونه في شيء يأكل ويشرب وينام
فتبا لرجل يتمنى الزواج فيتزوج فيحب ما في الزواج فيهب له الله ما في الحياة من زينة البنون فيهملهم وينسى قوله تعالى:إن مع العسر يسر إن مع العسر يسر.