روي أن رجلا تاه في الصحراء و انتهى إلى خباء لاعرابية فأقبلت إليه بماء
ولبن ، فسألها الرجل عن قبيلتها فقالت من بني عامر ، فقال الذي يقول فيهم
الشاعر :
لعمرك ما تبلى سرائر عامر من اللؤم مادامت عليها جلودها
فنظرت الصبية إليه شزرا ، وقالت ياعماه ممن أنت ؟ قال الرجل : من تميم ، قالت : الذي يقول فيهم الشاعر :
تميم بطرق اللؤم أهدى من القطا
فقال بل أنا من باهلة : فقالت :
إذا ولدت حليلة باهلي غلاما زاد في عدد اللئام
فقال : بل أنا من بني عبس فقالت :
إذا عبسية ولدت غلاما فبشرها بلؤم مستفاد
فقال بل أنا من بني أسد ، فقالت :
ما سرني أن أمي من بني أسد و أن لي كل يوم ألف دينار
قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم قالوا لأمهم بولي على النار
فضجر الرجل و قال أنا من إبليس ، فقالت :
عجبت من إبليس في تيهه وخبث ما أظهر من نبتته
تاه على آدم في سجدة وصار قوادا لذريته
فقال : اعفيني يا اعرابية ، فقالت الا لعنة الله ، إذا نزلت بقوم فلاتجحد إحسانهم