وتلك الابتسامة فما زاد الطين بلة هو سقوطها الدراسي الذي ولد لديها الإحباط والفشل، ولعل سقوطها هذا تتنوع فيه العلل والتي أبلغها أنني قصرت في الاهتمام بها فلطالما وجدت بعيداً عن كيانها. إلا أني أذكر يوماً صحا فيه ضميري وقفز فيه قلبي شوقاً لضمها، وقد كان خميساً خرجت فيه باكراً من عملي، واتجهت لأصطفي لها أجمل الهدايا. لم تكن هناك مناسبة سعيدة تذكر إلا أني –وببساطة- أردت استرجاع وردتي البهية. ها قد دخلت العمارة، والفرحة تغمرني وتذكرت حينها أني تركتها لا زالت نائمة هذا الصباح وفجأة وعلى -غير العادة- فوجئت بآمال –وهي جارة وصديقة لوردة- تعترض طريقي، لقد كانت تحمل في يديها المرتعشتين ورقة وأخبرتني –وهي تتعتع في كلامها أنها من وردة وقد منحتها إياها قبل قليل. مضت أمال وسمرت أنا في مكاني أحاول فك الإبهام وبسرعة فتحت الرسالة فإذا بها تنبيني بعد مقدمة فيها من الأسى والحزن عبارات كثيرة أنها سافرت رفقة صديقتها وأمها إلى ..... ودون أي وجهة تذكر ختمت رسالتها. لقد كان رد فعلها هذا جافياً جفاء الأيام المريرة التي عاشتها بصحبتي. آه يا محمد، أأرثى لحالي أم لحال فتاتي الضائعة، أألوم نفسي أم ألوم حبيبتي الغالية؟ أهي الحياة من قسيت أم أنها مشيئة الخالق قدرت.