بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تكذبوا على أنفسكم، طالعوا ما يلي وتفكروا وتدبروا جيدا ثم كل واحد يُحاسِب نفسه قبل أن يُحاسَب ويُقدر المسافة بين تدينّه وحقيقة الإسلام
لا يجتمع حب الدنيا و حب الآخرة*
للحافظ اإمام أبو الفرج عبد الرحمان إبن الجوزي -رحمه الله تعالى-
(511هـ - 597هـ)
رأيت سبب الهموم و الغموم الإعراض عن الله عز وجل، و الإقبال على الدنيا.
و كلما فات منها شيء وقع الغم لفواته.
فأما من رُزق معرفة الله تعالى استراح لأنه يستغني بالرضى بالقضاء، فمهما قدر له رضي.
و إن دعا فلم ير أثر الإجابة لم يختلج في قلبه اعتراض، لأنه مملوك مدبَّر فتكون همته في خدمة الخالق.
و من هذه صفته لا يؤثر جمع مال، و لا مخالطة الخلق و لا الإلتذاذ بالشهوات.
لأنه إما أن يكون مقصراً في المعرفة فهو مقبل على التعبد المحض، يزهد في الفاني لينال الباقي.
و إما أن يكون له ذوق في المعرفة، فإنه مشغول عن الكل بصاحب الكل.
فتراه متأدباً في الخلوة به، مستأنساً بمناجاته، مستوحشاً من مخالطة خلقه راضياً بما يقدر له. فعيشه معه كعيش محب قد خلا بحبيبه، لا يريد سواه، و لا يهتم بغيره.
فأما من لم يرزق هذه الأشياء، فإنه لا يزال في تنغيص متكدر العيش،لأن الذي يطبه من الدنيا لا يقدر عليه، فيبقى أبداً في الحسرات مع ما يفوته من الآخرة بسوء المعاملة.
نسأل الله عز وجل أن يستصلحنا له، فإنه لا حول و لا قوة إلا به. اهـ.
"نسأل الله تعالى العافية واليقين ونسأله جلا وعلا إيماناً لا يرتد ونعيماً لا ينفد وقرة عين لا تنقطع، ونسأله لذة النظر إلى وجهه والشوق إلى لقائه في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين.. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...اللهم آمين"