حبتي في الله! لقد كان النبي الكريم يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم قبل قراءة القرآن.. فكيف بنا ونحن اليوم نعاني من ضعف الإيمان.. وسيطرة الشيطان على حياة الكثيرين.. ألسنا بأمس الحاجة لحفظ هذه الآيات والأدعية والعمل بها لتكون وقاية لنا من الشيطان وشره خلال حياتنا؟
الوسوسة هي داء خطير ابتلي به بعض الناس بسبب ضعف في إيمانهم، لذلك أنزل الله آخر سورة وجعلها لعلاج الوسوسة وهي:
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)، فهذه السورة هي أفضل ما يقوم به المؤمن لعلاج الوساوس والشياطين والسحر والمس والعقد والعين وغير ذلك من الاضطرابات النفسية.
هناك آيات عظيمة أنصح بتكرارها سبع مرات أيضاً وهي قوله تعالى: (إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ * وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ * وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ * خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) [الأعراف: 196-201].
هناك دعاء نبوي عظيم أيضاً يقول رسول الله في دعائه الذي كان يواظب عليه: (أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما خلق و ذرأ و برأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، و من شر ما ذرأ في الأرض ، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل و النهار، ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن).
وأخيراً فإن الوسوسة هي شيء وهمي وليس حقيقي، فيجب على من أصابه شيء من ذلك أن يعلم أنها وهم لا تضره، وأن الشيطان أضعف مما يتصور لأن الله تعالى يقول: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) [النساء: 76]. والله أعلم.