بسم الله الكريم
قيل لعبدالله بن جعفر: إنك قد أسرفت في بذل المال. فقال: إن الله عز وجل قد عودني بعادة, أن يتفضل علي, وعودته أن أتفضل على عباده, وأخاف أن أقطع العادة فيقطع عني. وقيل لأخدهم: لا خير في السرف. فقال: لا سرف في الخير.
وقيل لحكيم: هل شيء خير من الدراهم والدنانير؟ قال: نعم معطيهما. والكرماء هم سادة الناس وشموس الدنيا.
( من أشهر كرماء العرب حاتم الطائي , وهرم بن سنان , وكعب الإيادي)
كان سنان أبو هرم سيد غطفان, وماتت أمه وهي حامل به, وقالت: إذا أنا مت فشقوا بطني فإن سيد غطفان فيه, فلما ماتت شقوا بطنها فاستخرجوا منه سناناً.
قدم رجل من قريش من سفر, فمر على رجل من الأعراب على قارعة الطريق, قد أقعده الدهر, وأضر به المرض, فقال له: ياهذا أعنا على الدهر. فقال لغلامه: ما بقي معك من النفقة فأدفعه إليه, فصب في حجره أربعة آلاف درهم, فهم ليقوم, فلم يقدر من الضعف, فبكى, فقال له: ما يبكيك, لعلك استقلت ما دفعناه إليك؟. فقال: لا والله, ولكن ذكرت ما تأكل الأرض من كرمك فأبكاني.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: لما خلق الله جنة عدن قال لها: تكلمي, فقالت: طوبى لمن دخلني. فقال: وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل.(انظر الاحياء3/255.)
وقيل لإبليس: من أحب الناس إلليك؟ فقال: عابد بخيل. وقيل: فمن أبغض الناس إلليك؟ قال:فاسق سخي, فينجيه سخاؤه. وفي الحديث:" ولجاهل سخي أحب إلى الله من عالم بخيل" رواه الترمذي.
وبخلاء العرب أربعة: الحطيئة, وحميد الأرقط, وأبو الأسود الدؤلي وخالد بن صفوان
وقيل لبعضهم: أما يكسوك فلان؟ فقال: والله لو كان له بيت مملوه إبراً وجاء يعقوب ومعه الأنبياء شفعاء, والملائكة ضمناء ويستعير منه إبرة ليخيط بها قميص يوسف الذي قد من دبر, ما أعاره إياها , فكيف يكسوني؟.
وورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاُ رث الثياب فقال له: ألك مال؟ قال: نعم. قال: من أي المال هو؟. قال: من الذهب والفضة والإبل والغنم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا فلتر أثر نعمة الله عليك, فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده. رواه الترمذي.