إذا ما حان وقت الزواج وأصبحت في سن مناسبة فاعلمي أنه لا يحق لأحد إرغامك على الزواج من رجل لا تميلين إليه، أو توافقين عليه أو ترضين به، فاختيارك لشريك حياتك حق مكفول للمرأة شرعه الله لك، ولا يمنع ذلك من استرشادك بآراء الكبار ونصائحهم، ووضعها موضع اعتبارك وأنت تختارين زوج المستقبل.
فالمثل الشعبي يقول: "أكبر منك بيوم أعرف منك بسنة".
كما يجب أن تتذكري جيداً أن الحرية دائماً مقرونة بالمسؤولية، وحريتك في اختيار شريك حياتك تلقي على عاتقك مسؤولية هذا الإختيار وتحملك وحدك تبعاته، ولتعلمي أن قرارك هذا هو أخطر قرار في حياتك كلها، إذ يترتب عليه إما سعادتك وإما شقاؤك طوال حياتك، فتريثي وتمهلي وفكري جيداً، واعلمي أن الحياة الزوجية بطبيعتها لا تستطيع أن تقوم وتستمر على عطف أو عاطفة عابرة أو إعجاب وقتي مزيف، كما أنك ستكونين واهمة إذا تصورت أن شعار الحب المحموم سيظل وقوده متوقداً على مر الأيام، فالحياة الزوجية تقوم على المودة والرحمة بين الزوجين، فانظري بعين الإعتبار لخلق الرجل ودينه وحسن معاشرته وخلو شخصيته من العقد النفسية والطباع غير المحمودة، فإدمان الرجل للخمر أو المخدرات أو القمار من الأمور التي تهدد مستقبلك معه مهما كانت قدراته المادية ومميزاته الأخرى، كما أن الرجل الذي يعاني من مركب نقص ولا يستطيع أن يثق بنفسه ويعتد بشخصيته، سوف يجرعك الأمرَّين من غيرته وشكوكه التي لا تنتهي، كما أن الرجل الذي يختال بوسامته ولا يهتم إلا بمظهره الخارجي وهندامه فقط، رجل تافه ذو شخصية مسطحة، وغالباً ما يكون مغرماً بإيقاع النساء في حبائله ولا يرتوي ظمأه نحو تكوين علاقات غرامية مع النساء حتى بعد الزواج.
كما لا ينبغي أن ترجح كفة الرجل لمجرد كثرة ماله أو قدراته على شراء شبكة ثمينة أو مهر كبير، فليس بالضرورة أن يكون خير الرجال هم أكثرهم مالاً، إذ ما قيمة المال إذا كان قد أتيح له جمعه من مصادر محرَّمة، أو إذا كان قد ورثه عن أمه أو أبيه بلا أدنى جهد أو قدرات خاصة أو ملكات.
ولا يعني ذلك أننا نطالبك برفض الرجل لكثرة ماله، وإنما ننصحك ألا توافقي عليه لمجرد كثرة ماله.