السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
==============
=============
من أجمل ما خط بنان ابن القيم
( فصل)
لما فصلت عير السير ، واستوطن المسافر دار الغربة ، وحيل بينه وبين مألوفة وعوائده والمتعلقة بالوطن ولوازمه ، أحدث له ذلك نظرا آخر ؛ فأجال فكره في أهم ما يقطع به منازل سفره إلي الله ، وينفق فيه بقية عمره ، فأرشده من بيده الرشد إلى أن أهم شيء يقصده إنما هو :
الهجرة إلى الله ورسوله ، فإنما فرض عين على كل أحد في كل وقت ، وأنه لا انفكاك لأحد من وجوبها ، وهي مطلوب الله ومراده من العباد ، إذ الهجرة هجرتان :
هجرة بالجسم من بلد إلى بلد : وهذه أحكامها معلومة ، وليس المراد الكلام فيها.
والهجرة الثانية هجرة بالقلب إلى الله ورسوله : وهذه هي المقصودة هنا. وهذه الهجرة هي الهجرة الحقيقة ، وهي الأصل ، هجرة الجسد تابعة لها ، وهي هجرة تتضمن (من)، و(إلى):
فيهاجر بقلبه من محبة غير الله إلى محبته.
ومن عبودية غيره إلى عبوديته.
ومن خوف غيره ورجائه والتوكل عليه إلى خوف الله ورجائه والتوكل عليه.
ومن دعاء غيره وسؤاله والخضوع له والذل له والاستكانة له إلى دعاء ربه وسؤاله والخضوع له والذل والاستكانة له .
وهذا هو بعينه معنى الفرار إليه ،
قال تعالى : فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ (الذاريات:50)
فالتوحيد المطلوب من العبد هو الفرار من الله إليه).
الرسالة التبوكية ( 1/28)
ثم ذكر تمام الهجرة الثانية في قوله:
( ولله على كل قلب هجرتان ، وهما فرض لازم له على الأنفاس :
هجرة إلى الله - سبحانه - بالتوحيد ، والإخلاص ، والإنابة ، والحب ، والخوف ، والرجاء ، والعبودية.
وهجرة إلى رسوله : بالتحكيم له ، والتسليم والتفويض والانقياد لحكمه ، وتلقي أحكام الظاهر والباطن من مشكاته ؛ فيكون تعبده به أعظم من تعبد الركب بالدليل الماهر في ظلم الليل ، ومتاهات الطريق .
فما لم يكن لقلبه هاتان الهجرتان ؛ فليحث على رأسه الرماد ، وليراجع الإيمان من أصله ؛ فيرجع وراءه ليقتبس نورا قبل أن يحال بينه وبينه ، ويقال له ذلك على الصراط من وراء السور ،
والله المستعان )
مدارج السالكين (2/ 463).
( فصل )
من أعجب الأشياء :
أن تعرفه ثم لا تحبه ،
وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الاجابة ،
وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعمل غيره ،
وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له ،
وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته ،
وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته ،
وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه والإنابه إليه ،
وأعجب من هذا علمك أنك لابد لك منه ، وأنك أحوج شيء إليه وأنت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب .
الفوائد ( 1/47)
قال الإمام ابن القيم:
( من الناس من يعرف الله بالجود والإفضال والإحسان،
ومنهم من يعرفه بالعفو والحلم والتجاوز،
ومنهم من يعرفه بالبطش والانتقام،
ومنهم من يعرفه بالعلم والحكمة،
ومنه من يعرفه بالعزة والكبرياء،
ومنهم من يعرفه بالرحمة والبر واللطف،
ومنهم من يعرفه بالقهر والملك،
ومنهم من يعرفه بإجابة دعوته وإغاثة لهفته وقضاء حاجته،
وأعم هؤلاء معرفة من عرفه من كلامه ؛ فإنه يعرف ربًا قد اجتمعت له صفات الكمال ونعوت الجلال، منزه عن المثال، برئ من النقائص والعيوب، له كل اسم حسن، وكل وصف كمال، فعال لما يريد، فوق كل شيء، ومع كل شيء، وقادر على كل شيء، ومقيم لكل شيء ، آمر ناه، متكلم بكلماته الدينية والكونية، أكبر من كل شيء، وأجمل من كل شيء،
أرحم الراحمين، وأقدر القادرين، وأحكم الحاكمين،
فالقرآن أنزل لتعريف عباده به، وبصراطه الموصل إليه، وبحال السالكين بعد الوصول إليه) ا.هـ
" الفوائد" (صـ:180).
قال ابن القيم - رحمه الله - :
( ...
فإن تزكية النفوس مسلم إلى الرسل ، وإنما بعثهم الله لهذه التزكية ، وولاهم إياها ، وجعلها على أيديهم دعوة وتعليما وبيانا وإرشادا ، لا خلقا ولا إلهاما ، فهم المبعوثون لعلاج نفوس الأمم .
قال الله - تعالى - : هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِين ( الجمعة : 2 ).
وقال - تعالى - : كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُون * فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُون (البقرة : 151 ، 152)
وتزكية النفوس أصعب من علاج الأبدان وأشد ، فمن زكى نفسه بالرياضة والمجاهدة والخلوة التي لم يجىء بها الرسل = فهو كالمريض الذي يعالج نفسه برأيه ، وأين يقع رأيه من معرفة الطبيب ؟!
فالرسل أطباء القلوب ؛ فلا سبيل إلى تزكيتها وصلاحها إلا من طريقهم ، وعلى أيديهم ، وبمحض الانقياد ، والتسليم لهم ، والله المستعان )
ا.هـ مدارج السالكين
============
حتى يظل القلب حيا (2)
حتى يظل القلب حيا (1)
حسن الظن راحة للقلب
أين هم الآخرة؟
تذكر ساعة الاحتضار
وعظ القلوب بكلام علام الغيوب
يا أهلاه صلوا صلوا
حديث مع النفس
غـفرانك ربنا ما أعظمك
تفقُّد الإيمان
في رمضان يحلو القيام
أسباب انشراح الصدر (1)
أسباب انشراح الصدر (2)
الفرح بطاعة الله
كن متفائلا
الطيبة
علاج الهموم (1)
علاج الهموم (2)
علاج الهموم (3)
السعي إلى الجمعة والتأدب بآدابها
أنتم الفقراء إلى الله
ربك يحبك
أسباب زياد ة الإيمان: التفكر
أسباب زيادة الإيمان: تدبر القرآن
أسباب زيادة الإيمان: طلب العلم
هل تجد قلبك؟
التوكل على الله
شعار الصالحين
الدعاء يرقق القلب
التضرع إلى الله سبب لكل خير
الست من شوال ملف!!
ما يشرع في ختام رمضان
صيام ست من شوال
فضل صوم ست من شوال
رحل رمضان
ماذا بعد رمضان
مسك الختام
رمضان والختام
رمضان والعيد
رمضان 1434 هـ
تجميع العطاء
من أجمل ما خط بنان ابن القيم