إليكم إجابة الشيخ عبد الرحمن السحيم عن هذا:
ماصحة ان الحمار يرى الشياطين والديك يرى الملائكة ورجوع ذلك الى الأشعة؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك
هذا الموضوع مثل كثير من
الموضوعات التي يُتحدّث فيها عن بعض جوانب ما يَدّعيه بعضهم أنه إعجاز علمي
تجريبي ، وهو يتضمّن تكلّفاً وتعسّفاً وتفسيرات غريبة لِنصوص الوحيين ( الكتاب والسنة ) .
وهذا المقال تضمّن رَجماً بالغيب ، فمن الذي أخبرهم أن الملائكة خُلِقت من الأشعة البنفسجية ؟!
ومن الذي أخبرهم بأن الشياطين خُلِقت من أشعة حمراء أيضا ؟!
نعم
، النبي صلى الله عليه وسلم اخبرنا أن الملائكة خُلِقَتْ من نور ، كما في
قوله عليه الصلاة والسلام : خُلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من
نار ، وخلق آدم مما وُصِف لكم . رواه مسلم .
وتجاوز ذلك يُعَدّ رَجماً بالغيب ، ويُخشى على المتخوّض فيه أن يَهلك أو أن يزيغ .
هذا من جهة .
ومن جهة ثانية فإنه يُزعم في هذا المقال أنه لا يُمكن رؤية الملائكة ، وهذا غير صحيح .
فقد
ثبت عن غير واحد من الصحابة رؤية الملائكة ومصافحتهم ، وأثبت النبي صلى
الله عليه وسلم إمكانية رؤية الملائكة ، أي أنها ليست مستحيلة على البصر
العادي .
قال عليه الصلاة والسلام : والذي نفسي بيده إن لو تَدومون على ما تكونون عندي وفي الذِّكْر لصافحتكم الملائكة على فُرشكم وفي طُرقكم . رواه مسلم .
وفي
الصحيحين أن أُسيد بن حضير بينما هو ليلة يقرأ في مربده إذ جَالَتْ فرسه ،
فقرأ ثم جَالَتْ أخرى فقرأ، ثم جَالَتْ أيضا . قال أُسيد : فخشيت أن تطأ
يحيى فقمت إليها فإذا مثل الظُّلَّة فوق رأسي فيها أمثال السُّرُج عَرجت في
الجو حتى ما أراها . قال : فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت :
يا رسول الله بينما أنا البارحة من جوف الليل أقرأ في مربدي إذ جَالَتْ
فرسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ ابن حضير . قال : فقرأت ثم
جَالَتْ أيضا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ ابن حضير . قال :
فقرأت ثم جَالَتْ أيضا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ ابن حضير
. قال : فانْصَرَفَتْ ، وكان يحيى قريبا منها خشيت أن تطأه فرأيت مثل
الظُّلّة فيها أمثال السُّرُج عَرجت في الجو حتى ما أراها ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : تلك الملائكة كانت تستمع لك ، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم .
وقال عمران بن حصين : وقد كان يُسَلّم عليّ حتى اكتويت فتركت ثم تركت الكيّ فعاد . رواه مسلم .
فهذه أدلة صريحة صحيحة في رؤية الملائكة وإمكانية ذلك رؤية بَصَريّة .
وهذا يَرُدّ القول بأنها خُلِقتْ من أشعة لا يُمكن للبشر رؤيتها .
الكاتب في قوله تعالى : (فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) ، وهذا قد يَظنّه بعضهم أن المقصود به أن يكون البصر من ( الحديد ) وليس كذلك ، بل هو من الْحِدّة ، أي يكون البصر حادًّا .
قال البغوي : (فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) نافذ تُبْصِر ما كنت تُنْكِر في الدنيا . اهـ .
وقال
ابن كثير في تفسير هذه الآية : أي قوي ، لأن كل أحد يوم القيامة يكون
مستبصرا حتى الكفار في الدنيا يكونون يوم القيامة على الاستقامة ، لكن لا
ينفعهم ذلك . اهـ .
فهذا يُبطِل ويَرُدّ ما يُدعى في هذا المقال .
والله تعالى أعلم
.
الشيخ عبد الرحمن السحيم