هي إبنت عمه ..!
يحبها , وحبهما نما منذ نعومة اظفاره
حبا شديدا , بل وجنون عشق .
سافر عنها لتحضير رسالة الماجستير
بعد عقد قرانهما .
وامانيه ان يعود شامخ الرأس بشهادته .
تهاتفه وتسأل عنه , ويسأل عنها فوق عشرات المرات في اليوم .
وشوقهما يحاصر قلوبهما .
في بلد الغربة يأنس بسؤالها , لكي لاتحسسه الغربة بوحدته .
وفي المساء يراها عبر المسن .
وتطمن على احواله .
اصبحت لا تفارقه الا ساعات من اليوم .
اليوم تكلمه وصوته متعب .
تقول مابك ؟
يقول الظاهر انه برد وانا في بداية رشح .
تضحك بدعابة ..
وتقول ماذا . سوف ترشح للانتخابات , هو يضحك ويعطس .
تقول حبيبي لا تجهد نفسك .
يجب ان ترتاح وتأخذ كفايتك من النوم .
يسألها ما الدواء الذي اخذه
تقول اذا حرارة جسمك مرتفعة اذهب للطبيب !
يقول لا وقت لدي !
تقول لا تهمل نفسك ارجوك .
وفي المساء حرارته فعلا ترتفع اكثر وهو يكلمها على المسن .
تقول له ارجوك خذ كأس لبن وحاول ان تنام .
ولا تقفل الماسنجر اريد ان اكون معك اخاف عليك .
وتجلس ساهرة تراه ويطمأن قلبها .
تمر ايام وايام .
واعتماده عليها في اتفه اموره حبا لها
حتى حين يجوع يسألها ماذا أكل
وتقترح علي اشياء واشياء .
وترتب امور يومه . في غربته
تعلمه كيف يعتمد ويطبخ لنفسه اشياء يحسن عملها
وتمر ثلاث سنوات على هذا الحال . لهفه , وشوق , وانتظار اللقاء , والزواج .
وفي نهايه السنه الثالثه
قال لها سوف اذهب الي مدينه اخرى لاكمل بعد أوراقي والتزاماتي
وأتأسف من بعادي عنكي قليلا .
إلى اخر الشهر , وازف عروسي وتكوني معي
دعت له بالتوفيق بالرغم هم بعاده
ومراره الاشتياق .
مر شهرولم يهاتفها الا بمكالمات بسيطه
وبعد انتهاء التزاماته قرر العوده الى ارض الوطن
وفكر انه سوف يفاجأها بحضوره
وفعلا رجع ولزم منزله ليزول تعب سفره
ولم يخبرها او يخبر اهله بقدومه
و يريد ان يرى فرحة المفاجأة تعلو وجوههم
وفي اليوم التالي جهز نفسه ولبس وتعطر وتهيأ عريسا يذهب لعروسته
وهو في طريقه اليها يبتسم تارتة ويضحك اخرى
يفكر مايكون ردة فعلها
ويقول انها مجنونه بحبي . ممكن تأخذني بالأحضان دون ان تبالي بوجود احد ما
وتارتآ يشكر ربه على نعمته عليه بزوجه صالحه .
يحمل معه هدايا لها خاتما وشال صوف احمر .
وقنينه عطر جميل , ومصحف صغير في قلاده
سعيد جدا ويقول مابال الطريق لا ينتهي
ودقات قلبه تتسارع كلما قرب من مدينتها
واخيرا وصل الساعه الرابعه بعد العصر
يقول جاء بيتك حبيبتي انا هنا
نزل من سيارته فإذا أغلب أقاربه موجودين
يقول ما هذا هل علمو بقدومي
وحرقوا علي المفاجأة
لم يكلم احدا واتجه الى نحو حجرة الجلوس وهو في خطواته واذا بعمه يقول
الحمد لله على السلامه متى وصلت
يقول الآن , وكلمات عمه تتعسر وعيناه مدمعتان
يقول في نفسه دموع الفرح ويخطوا خطوات اخرى .
خال العروس يقول بشرها بشرها
يقول لا بل أنا سوف افاجأها
يلتقي بعم اخر يسمعه يقول فعلا عروس ما اجملها في حلتها البيضاء يبتسم ويقول في نفسه نعم جميلة عروستي
تقدم اخيها الصغير يقول الفاتحه الفاتحه
يرد في نفسه اليوم ليست الفاتحه اليوم نقرر موعد زواجنا
دخل الحجرة فإإذا بأحد ممد على الأرض بغطاء أبيض
تسرعت ضربات قلبه يسأل في نفسه من يكون
وماذا جرى نظر الى الوجه وصرخ صرختا كاد قلبه ان يقف
يقول مابها ماذا جرى
وسقطت جميع هداياها على الارض اصبح يبكي يا حناني مابكي ردي علي
واين ترحلين بدوني وبأذن من
ومن تكونين لكي تقرري الرحيل عني
لم أسمح لكي فكيف تعصينني اليوم
وكل الحاضرين يبكون معه ويصبرونه ويشدونه وهو يبكي بهستريا يقول انظري
أحضرت لكي هدايا الا ترينها ويحاول فتح عينيها
ويشدونه الموجودين يصرخ لن يبعدني عنها احد
ويأتي بالقلاده ويلبسها وهو يموت ببكائه
غطى رأسها بشالها الاحمر يقول ارأيتي كم هو جميل عليك
أحب اللون الاحمر عليكي
ورش عطرها عليها يقول هاتي أصبعك البسك خاتمك
فشدوه الحاضرين بقوه واصبحوا يرددون الله اكبر الله اكبر وحدوا
وهو يضرب بمعصمه على الارض
ورفعوها على لحدها
فلا يستوعبون كيف سقطت ووجهها على قدميه
وكأنها تقبل قدماه اندهش الحاضرين من ذالك المنظر ورفعوها من اقدامه
قام ومشى مع الجنازه يودعها الى مسواها الاخير
وبعد قرأته على قبرها ودموعه منهمره على فراقها جن حنونه
اصبح يتمتم ببعض الكلمات بعض ماسرد في مخيلته
ماتت ومات بالحديقه اغلى ورداتها
وهذه جنازتها
هي عمري وش لون يحطونها بحفرتها
في قلبها انا وش لون يدفنونهآ
تركتني وحيد بدنيتها
احبها واسئل عيني ياكثر مابكتها
باليسار قلبي شوفوا صورتها
مابي غيرها ابي اسعد بضمتها
اسمعوا ياناس تعالت ضحكتها
ياكريم اجمعني بجنتها
ليتني ساكن في حفرتها
لاتلوموا روحي بتموت بحسرتها .

يرق القلب ويحن