عفـــــواَ ... لـــم يكـــن هـــذا حبـــاً ... فـــلا تبكـــي عليـــه ...؛
لا تطلب من أحد أن يحبك ... لكن اجعله يحبك ... لأنه لـــم يكـــن هـــذا حبـــاً ... فـــلا تبكـــي عليـــه ...؛
الحب ... هو ذلك الشعور الخفي الذي يتجول في كل مكان ويطوف الدنيا ... بحثاً عن فرصته المنتظرة ليداعب الإحساس ... ويسحر الأعين .. ليتسلل بهدوء ... ويستقر في غفلة من العقل ورغماً عنك .. داخل تجاويف القلب ... ليمتلك الروح والوجدان ... ليسيطر على كل كيان الإنسان ..فإن لم تشعر هذا من الطرف الآخر ... عفـــــواً ... لـــم يكـــن هـــذا حبـــاً ... فـــلا تبكـــي عليـــه ...؛
الحب ... هو ذالك الشعور الذي يتملك الإنسان في داخله ... ويطوف به العالم حيث يشاء بأفراحه وأحزانه ... يجول كل مكان فوق زبد البحر يمشي دون أن يغوص في أعماقه ... فإن لم تشعر هذا من الطرف الآخر ... عفـــــواً ... لـــم يكـــن هـــذا حبـــاً ... فـــلا تبكـــي عليـــه ...؛
الحب ... هو ذلك الوباء اللذيذ المعدي الذي يصيب جميع الكائنات بدون استثناء ... له مغناطيسية تجذب الكائنات إلى بعضها البعض ... وبدونه لن تستمر الحياة على أي كوكب ... فإن لم تشعر هذا من الطرف الآخر ... عفـــــواً ... لـــم يكـــن هـــذا حبـــاً ... فـــلا تبكـــي عليـــه ...؛
الحب ... إحساس داخـلي جاهـز فطري في داخـلنا ينمو إذا واتته الظـروف ... و هـو ينمو دائماً من الداخـل ... والحب هو تعلق روح بروح ، واشتباك نفس بنفس ، دون النظـر إلى جمال جسد ، أو حسن مظهر... والحب هو عمى العاشق عن عيوب المعـشــــــــــوق ... فإن لم تشعر هذا من الطرف الآخر ... عفـــــواً ... لـــم يكـــن هـــذا حبـــاً ... فـــلا تبكـــي عليـــه ...؛
قيل لبعض العـلماء
إن ابنك قد عـشق ! فـقال : الحمد لله !
الآن رقت حواشيه ، ولطفت معانيه ، وملحـت إشاراته ، وظرفت حركاته ، وحسـنت عباراته ، وجادت رسائله ، وجلت شمائله.
الحب عالم من المودة والصلة والأُنس والرضا والراحة ... الحب دنيا من الأمل ... والفأل الحسن ... والأمس الجميل ... واليوم الحافل ... والغد الواعد ... فإن لم تشعر هذا من الطرف الآخر ... عفـــــواً ... لـــم يكـــن هـــذا حبـــاً ... فـــلا تبكـــي عليـــه ...؛
الحب بسمةُُ وضمةُُ ولهفةُُ واشتياقُ ولوعةُُ ... الحب سماء شمسها اللقاء ... وقمرها العناق ... ونجومها الذكريات ... وسحبها الدموع ... الحب إشراقة من عالم الملكوت ... وإطلالة من ديوان الخلود ... ووقفة في بساط العظمة ... فإن لم تشعر هذا من الطرف الآخر ... عفـــــواً ... لـــم يكـــن هـــذا حبـــاً ... فـــلا تبكـــي عليـــه ...؛
الحب رحلة في عالم التآلف والتآخي والتفاهم والتكاتف والتضامن والتعاون ... من استظل بسمائها اتَّقَدَ شوقه وتدافع خاطره ... فإن لم تشعر هذا من الطرف الآخر ... عفـــــواً ... لـــم يكـــن هـــذا حبـــاً ... فـــلا تبكـــي عليـــه ...؛
عندما تبكي ويرى دموعك كل من حولك ... إلا من كان يقول لك أحبك أموت فيك ... أبكي إذا يوم بكيت وأفرح يوم ما تفرح ... هو الوحيد الذي لا يرى دموعك ... ولم يشعر بك ... عفـــــواً ... لـــم يكـــن هـــذا حبـــاً ... فـــلا تبكـــي عليـــه ...؛
عندما تتألم وتُجرح من أعز الناس إليك ... ولا تفكر في الإنتقام ... وكل ما يدور في عقلك وقلبك هو العفو والتسامح ... ولا ترى منه إلا المضي قدماً في مشواره الذي بدأه ... الكذب ثم الكذب ثم الكذب ... ولا يهتم إلا بالتبرير المزين بالخديعة والنفاق ... عفـــــواً ... لـــم يكـــن هـــذا حبـــاً ... فـــلا تبكـــي عليـــه ...؛
عندما ترى الخيانة بأم عينك ... تسمعها وتراها يقيناً لا ظناً ... وتعفو وتسامح ... ولا ترى منه إلا المضي قدماً في مشواره الذي بدأه ... الخيانة ثم الخيانة ثم الخيانة ... ولا يهتم إلا بالتبرير المزين بالخديعة والنفاق ... عفـــــواً ... لـــم يكـــن هـــذا حبـــاً ... فـــلا تبكـــي عليـــه ...؛
عندما لاح في الأفق الرحيل ... وجاء موعد الوداع الأخير ... وأخذت تبحث عن صورته في صندوق الذكريات ... فقط لتعاتبه ... أو تناقشه ... أو لتغفر له وتسامحه ... فقط تود تفهم لماذا الوداع ؟؟!! ... فقط تود تعرف أين ذهبت العهود ؟؟!! فقط تود تعرف حقيقة قوله " لن يفرقنا إلا التراب " هل كان كلاماً وذهب مع الريح ؟؟!! هل كان سراب ؟؟!! ... لماذا الرحيل ؟؟!! ... لماذا الفراق ؟؟!! ... ولا تجد منه إلا القسوة ثم القسوة ثم القسوة ... ولا يهتم إلا بالتبرير المزين بالخديعة والنفاق ... عفـــــواً ... لـــم يكـــن هـــذا حبـــاً ... فـــلا تبكـــي عليـــه ...؛
عندما تتقابل معه بفعل القدر بعد أن أكل الدهر عليك وشرب ... فيكون منه السؤال ... هل نسيت كل ماكان ؟؟!! ... هل عالجك البعد والقسوة والنسيان ؟؟!! ولا ترى منه إلا الضحكات العاليات ... عندما تخبره بأن عهدك معه باق ... وهو يخبرك أن ما حدث مضى وفات ... حاول تنسى كل الذكريات ... تراه يسخر منك مرةً أخرى بالسؤال ... أما زال الحب والعشق هو الحال ؟؟!! ... أنا لا أصدق أنك تحمل لي هذا الحب ... فهذا محال أو درب من الخيال ... تراه يهزأ من كونك إنسان ... تحمل في القلب الود والحنان ... يقول كل هذا بلسان الحال والمقال ... يقول فلتنسى الماضي ... لقد أصبحنا إثنان ... بعد اليوم لن نكون إلا أصدقاء أو زملاء ... لقد إنتهى ما بين الأحباب ... احذر سيكون الكلام بحساب ... نتكلم ولا الأغراب ... يقول هذا وأكثر وأنت غارق في بحر الآهات والأنات والأوجاع في استغراب ... آآآآآآآآآآآآآآآه ما زال يتقن الكـــذب والقســـوة والخيانـــة ... ولا يهتم إلا بالتبرير المزين بالخديعة والنفاق ... عفـــــواً ... لـــم يكـــن هـــذا حبـــاً ... فـــلا تبكـــي عليـــه ...؛
عندما تحن له ... فتغمض عينيك ... محاولاً تذكر صورته ... تعود بالأحداث ... قبل وقوع الرأس بالفأس ... تعيد تشغيل شريط الذكريات ... ترجع قليلاً مستعيناً بخط الزمن ... تتذكر يوم أول لقاء ... يوم كانت نفسك تسمو في صفاء ونقاء ... ولا يعتريها ما ينغص راحة البال ... يوم نصبت شباكها لتصطاد !!!!! ... يوم سلبت عقلك ولب قلبك ... وساقت روحك إليها سوق الجياد !!!! ... يوم ذبت فيها ذوبان الثلج بالماء ... وتفتح عينيك ... فتجد أن كل هذا كان لعب وضحك ... لقد كان سراب !!!! ... أبعد هذا يأتي الرحيل يأتي الفراق !!!! ... ثم تغرق وتغرق في بحر الآهات والأنات والأوجاع ... وهو ما زال يتقن الكـــذب والقســـوة والخيانـــة ... ولا يهتم إلا بالتبرير المزين بالخديعة والنفاق ... عفـــــواً ... لـــم يكـــن هـــذا حبـــاً ... فـــلا تبكـــي عليـــه ...؛
قل أي شيء
...
صفه بأي شيء
قل اعجاب ... قل خداع ... قل نفاق ... قل حب تملك ... قل حب للذات ... قل تفريغ طاقات أو اشباع رغبات وشهوات ... قل غرور ... قل مرض ... ولعله انتقام من الزمن ورفض لواقع ... ولعله هروب أو تعويض ...
قل أي شيء ... صفه بأي شيء
لكــــن
... عفـــــــــــواً ...
لا تقل حـــــب ... لا تظلم الحــــب
فلم يكن ولن يكن هذا يوماً حباً
وأنت أخي
... متى تقول ؟؟؟ ...
وأنت أختي
... متى تقولين ؟؟؟ ...
...
... عفـــــــــــواً ...
...
لـــم يكـــن هـــذا حبـــاً ... فـــلن أبكـــي عليـــه ...؛