تغيرات كثيرة تطرأ على حياتنا دون أن نشعر بها، ونسعى جاهدين لإيجاد المدلول أو التفسير العلمي الصحيح لها... على رأس قائمة هذه التغيرات.. الإعجاب، أو ما يطلقون عليه الحب من أول نظرة.. وتأتى هذه الحالة عادةً عندما تقع العين على شخص ما، فنعجب بإحدى صفاته كمظهره وقوامه أو ملامح وجهه وابتسامته ونظرته أو طريقة كلامه ونبرات صوته أو تصرفاته، أو شخصيته أو حتى بلون عينيه.
وفي أول تفسير علمي لهذه الحالة التي نتعرض لها دوماً، توصل كنديون إلى أن النساء لا ينجذبن جنسياً إلى رجال سعداء ومبتسمين بل تفضّلن الرجال الذين يبدو عليهم الكبرياء.
وأشار البروفسيور جسيكا ترايسي من جامعة بريتيش كولومبيا، إلى أنها وفريق البحث الذي تقوده أجروا دراسة علىى أكثر من ألف امرأة ورجل لتحديد مستوي الانجذاب الجنسي تجاه مئات الصور لرجال ونساء بعضهم مبتسمون وتبدو عليهم السعادة وآخرون يبدو عليهم الكبرياء مع ابتسامة خجولة.
وأظهر المسح أن النساء أقل انجذاباً إلى الرجال المبتسمين وتفضلن الذين يبدون أقوي أو متقلبي المزاج والخجولين، في حين يفضّل الرجال النساء الأكثر سعادة وأقل انجذاباً للاتي تبدو عليهنّ الثقة.
وأوضحت ترايسي أن الخجل يدل على وعي بالمعايير الاجتماعية والهدوء مؤشر على الثقة بالآخرين، وهذا ما يفسر الانجذاب إلى الحياء في الجنسين علماً أن الرجال والنساء يفضلون الشريك الذي يمكنهم الوثوق به.
سر جاذبية الرجل عند النساء
وفي دراسة طريفة، توصل باحثون بريطانيون إلى أن سر جاذبية الرجل عند النساء يكمن في يديه وتحديداً في طول أصابعه.
وذكرت صحيفة "دايلي مايل" البريطانية أن دراسة جديدة أظهرت أن حظوظ الرجال الذين لديهم بنصر أطول من السبابة أكبر بين النساء، خلافاً للذين يفوق طول أصبع السبابة لديهم طول البنصر.
وعمد باحثون بريطانيون وفرنسيون وسويسريون إلى تصوير 49 شاباً وقاسوا طول أصابع السبابة والبنصر لديهم. وسجل الباحثون أيضاً أصوات وأخذوا عينة من رائحتهم على قطعة قطن، وأطلعوا مجموعة من النساء على ما لديهم.
وتبين أن الرجال الذين كان البنصر عندهم أطول من السبابة كانوا أكثر ميلاً للفوز بقبول النساء اللاتي وجدن فيهم خياراً جيداً لإقامة علاقة طويلة الأمد أو مجرد علاقة عابرة.
وأوضح الباحثون أن الرجل الذي لديه بنصر أطول من السبابة يميل لأن يكون ثرياً، ومنفتحاً ولديه عضلات قوية، لكن فرصتهم بالدخول إلى السجن والتعرض للقتل أو الجنون أكبر أيضاً.
يذكر أن تعرض الجنين للتستوسترون هو الذي يحدد طول أصابعه وتقاسيم وجهه.
وأشار فريق من العلماء البريطانيين، إلى أن إصبع السبابة عندما يكون طويلاً بصورة غير معتادة عند الرجل يكون دليلاً على تفوقه في مجال التفكير العلمي المنطقي والعقلي، مؤكدين أن العلماء الذكور لديهم قدرات بحثية جيدة لأن أجسامهم تتمتع بمستويات أعلى من المتوسط من هرمون أوستروجين النسائي والذي يدعم المهارات التحليلية، مما يؤثر في مهارات سرعة أخذ القرارات نتيجة للعدوانية المتوارثة.
وكان مستوي هرمون الأوستروجين النسائي في أجسام الرجال الذين شملتهم الدراسة مرتفعاً وشأنه شأن هرمون تستوسترون الذي تفرزه الخصية، وهو ما يجعل الفص الأيمن للمخ لديهم مسئولاً عن المهارات المكانية والتحليلية، ويسبب ارتفاع نسبة الأوستروجين لدى العلماء الذكور احتمالات قدرتهم على الإنجاب.
وجه المرأة يحفز دماغ الرجل
وفي دراسة أخرى، توصل باحثون أمريكيون إلى أن وجه المرأة يحفز دماغ الرجل، حيث يدبّ النشاط في أجزاء معينة من دماغ الرجل عندما يتأمل وجه فتاة أمامه، فإما أنها تثير إعجابه أو يقرر أنها لا تحظى باهتمامه وبأن مستوى جمالها دون توقعاته فلا ينجذب إليها.
وأشار موقع " هلث داي نيوز" إلى أن الباحثين في المركز الطبي بجامعة ديوك الأمريكية، وجدوا بعد إجراء مسح لأدمغة شباب جامعيين أن مناطق معينة فيها تنشط خلال عملية تقييم مستوى جمال المرأة التي أمامهم وما إذا كانوا سوف ينجذبون إليها أم لا.
وأوضح هؤلاء الباحثين أن الدماغ في هذه الحالة يقوم بمهمتين الأولى تأمل وجه الفتاة التي أمام الرجل وما يمكن أن يقدمه في هذه الحالة من أجل رؤيتها مرة أخرى.
وأجرى الباحثون فحوصات الرنين المغناطيسي الوظيفي على رجال لديهم ميول جنسية عادية عندما كانوا ينظرون إلى وجوه فتيات وصور عملات نقدية. وبعد ذلك سئل هؤلاء عما إذا كانوا على استعداد لدفع أموال كبيرة أو قليلة لقاء تأمل وجوه فتيات جميلات أو قبيحات.
وتبين أن أدمغة الرجال الذين استثارهم جمال وجوه المرأة التي أمامهم تنشطت، وكانوا على استعداد أيضاً لدفع المزيد من المال من أجل رؤيتها مرة أخرى.
ومن جانبه، أكد سكوت هيوتيل الذي قاد فريق البحث، أن جزءاً من القشرة الأمامية لأدمغة لمشاركين في الدراسة ازداد نشاطاً عند رؤيتهم صور وجوه فتيات جميلات، في حين أن هذا النشاط لم يظهر عند رؤية فتيات قبيحات أو أقل جمالاً.
كما أكد فريق من الباحثين في جامعة فلوريدا الأمريكية، أن هناك أشخاص يتمتعون بجاذبية الوجوه والأشكال، يسحرونك ويشدون أنظارك اليهم، بغض النظر إن كنت تتفرس في الوجوه بحثاً عن وجه لزوجة المستقبل او تحاول التخلص من احد غرمائك.
وقد أرجع جون مينر الاستاذ المساعد في علم النفس في الجامعة -الذي اشرف على الدراسة المنشورة في مجلة "جورنال اوف بيرسونالتي أند سوشيال سايكولوجي" السبب في هذا الإعجاب المفاجئ إلى أن هذا الأمر اشبه بجذب مغناطيسي، الا انه يتم على مستوى الاهتمام البصري.
وفي ثلاثة اختبارات اجراها الباحث الاميركي على رجال ونساء أسوياء، وجد أن أبصارهم إنشدّت نحو اشخاص جذابين خلال اول نصف ثانية من رؤيتهم لهم، ورصد العزاب من المشاركين في الدراسة الجنس الآخر فورا، فيما رصد المتزوجون، الجذابين من نفس الجنس المنافسين لهم.
وأكد مينر، حسبما جاء في جريدة "الشرق الأوسط"، أن الاشخاص المهتمين بإيجاد زوجة لهم يجدون أن انتباههم كله مسلط على النساء الجذابات، اما المرتبطون بزوجة فانهم ينشدّون الى الرجال لأنهم يريدون رصد المنافسين لهم، أو غرمائهم، وأضاف أن هذين النوعين من الاهتمام المنحاز يظهران خارج الوعي البشري.
ويعتمد مبدأ دراسة العالم مينر على فكرة ان مخّ الانسان صمم ثم تطور على مدى التطور البيولوجي، بحيث ينجذب بقوة اوتوماتيكيا، نحو اشارات الجاذبية البدنية لدى الآخرين، وذلك لأغراض ايجاد الزوجة الملائمة، وكذلك للتصدي للدفاع عنها.