جـــرح اللســـان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكثير منا لا يستوعبون فكرة أن الحقيقة
لها أكثر من وجه فحين نختلف
لا يعني هذا أن أحدناعلى خطأ والآخر على صواب
وإنما كل منا يرى ما لا يراه الاخرون
نحن نرى العالم طبقآ لبرمجتنا السابقة فقط
لا كما يجب أن نراه
ونحن لا نرى الحقيقة الا في ضوء تجاربنا
بحيث يتمسك كل منا برأيه الذي كونته خبرته وتجاربه
لذلك يجدر بنا أن نقبل النقاش ولا نتمسك
برأينا متوهمين أنه الحق المطلق
وتجاوز المسألة التمسك بالرأي والدفاع عنه
لتبلغ حد تجريح الآخرين وتسفيه أرائهم
لأنهم لا يتفقون معنا فيما نراه
والأسوأ من ذلك أن نستخدم لغة جارحة
كتلك اللغة التي قال عنها العرب
جرح اللسان كجرح اليد
رغم إدراكنا أن بعض الكلام
يكون مطية الضعفاء لذلك يقال
إن جرح اللسان أقوى من جرح الأبدان
وتتحول اللغة عندئذ إلى نوع من الغثاء
كغثاء السيل والغث هو الرديء
من كل شيء
لذلك يتوجب على الانسان إذا ما تحدث
أن يتحدث بوعي وان يتمهل في حديثه
وأن يحترم نفسه كما يحترم الآخرين
وأن يتمتع بحسن الخلق إذا حاور
وحسن الرد إذا ناقش
وأن لاتخرجه الخصومة عن طور الأدب
وفي هذا الشأن يقال إن يهوديآ مَر ومعه كلب
على إبراهيم بن أدهم رحمه الله
فقال له اليهودي هل لحيتك يا إبراهيم أطهر
من ذنب هذا الكلب أم ذنب الكلب أطهر ؟
فقــــــال إبراهيم في هدوء
إذا كانت في الجنة فهي أطهر من ذنب الكلب
وإن كانت في النار فذنب كلبك أطهر منها
فقال اليهودي هذه أخلاق الأنبياء
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدآ رسول ال