تقول إحدى السيدات :
خطرت على بالي فكره غريبه .. وهي تثبيت كاميرات فيديو في بيتي ..!!
لكي أسجل يوما من أيام حــياتي ..
قمت فعلا بتثبيت الكاميرات في أكثر من مكان بالمنزل ..
حتى تسجل كل حركه وكل سكنه بوضوح ..
وعندما عرضت الأمر على صديقاتي وقريباتي أظهرن إعجابهن بالفكرة ..
وطلبوا مني رؤية ما ستسجله الكاميرات ..
وبدأت اليوم وبدأت الكاميرات في التصوير ..
قلت في نفسي : يجب أن أتصرف بتلقائيه ..!!
وأحاول أن أتناسى الكاميرات..!!
ولكني بدأت أشعر أن الكاميرات تنظر الى وتتحداني ..!!
بل وتبتسم في سخريه : قائله :
سأتعرف على كل مايخصك ..
سأقتحم حياتك ..
سأكون شاهده على أقوالك وأفعالك ..
حاولت أن أكون طبيعية وبدأت في ممارسة حياتي ..
تحدثت مع صديقتي بالتليفون ولكن لم أستطع إكمال الحديث كعادتي
وأغلقت الهاتف سريعا ..!!
كنت دائما أتحدث معها بالساعات في الهاتف ..
و نتحدث عن هذه ونضحك على تلك !!
والآن لا استطيع ..!!!!
وهكذا تمر الدقائق تلو الدقائق ،
والساعات تلو الساعات .
وكلما فكرت في فعل شيء لاأحب أن يراه الناس تراجعت .
فالكاميرات تسجل وتصور ..!!
وفجأة أحسست بشعور في الوقوف بين يدي الله
ذهبت وتوضأت وبدأت في الصلاة
وكأنني أصلي لأول مره !!
نعم لأول مره في حياتي أستشعر معيه الله !!
بعدها !!
لم أعد أهتم بتلك الكاميرات .. بل أحببتها جدا .
لانها أحدثت تحولا كبيرا في حياتي ..
ونظرت إليها في إمتنان
وكأنني أقول لها : شكرا
والاغرب أنني بعد فتره لم أعد أِهتم بها !!
ولم تعد تلك الكاميرات هي الرقيب علي..
ولكن كان هناك ما هو أعظم منها
وهو شعوري بمعيه الله الذي لايغفل ولاينام ..!!
فلو فرضنا أن الكاميرات سجلت كل تصرفاتي
فما الذي يجعلني أخاف ..!!
أأخاف من الناس الذين هم مثلي أمام الله ؟؟!!
أأخشى الناس ولاأخشى الله ؟؟!
قمت وأغلقت الكاميرات ..
فلم أعد في حاجه اليها ..
ولن أحتاج أن أسجل يوما من حياتي ..
فعندي ملكان يسجلان علي كل أعمالي وكل أٌقوالي ..
والآن ..
أسمع صوتا يناديني من داخلي يقول: ((ماأحلى معيه الله))
العبرة
إلى متى تظل تعصي الله ؟ وتنسى أن الله ناظر إليك ؟ وأن ملائكته شهود عليك ؟
ومتى ستشعر بروعة وجمال معية الله
قل الآن وردد : الله معي ، الله ناظر إلي ، الله شاهد علي
ولا تنس ذلك ابدا .