بأيِّ غمارٍياروحي تَسْلُكين
شرّقتي غرّبتي وشَرِبْتي كأسَ البُعْدِ
مُدام نهاري مثلُ ليلي
يزحفُ بقلبي إليك
وأُحلِقُ بسماواتِ الحنين
وأذوبُ بالشوقِ أنين
ومن على حافةِ الصهيل
تَنْبُتُ أعشاشُ آمالي
وعيوني تَرقبُ المكانَ
أتراني وهماً أمْ خَيال
أُلمْلٍمُ جرحاً وَينْسَكِبُ آخراً
فأتيهُ بلفظٍ يحتلني
يَعْصُرُ من مدامعي خَمرَ هواهُ
فأُغازلُ المسافاتُ السرابُ
وتحتضنني الدروب
مُنذُ أرتعاش نبضي
زلزلني الشوقُ إليك
وأبحثُ في الأقمارِ عن لونِ خدّيك
ونقاطُ لغتي خرساءٌ
حينَ لاتبللُ شفتيك
فيامَنْ تسكنني أما مِنْ أثر؟
أما من صدى؟ ياحلمُ حياتي
أنتَ كلُّ أمنياتي
وأنشودةُ قلبي المستباح
أينَ مسيرُ الرياح؟
يا أفقي الهارِبُ بالوجدِ
أحملُ مزمارَ الشوق
مُنذُ غنى الهوى
تَعِباً مصلوباً
ولا أستريح
سأَلتُ الدرب
سأَلتُ الشجر
أما من حفيفٍ
أو نجوى أو خبر
فأمدُّ خيطاً هارباً لوجدي
للقمر لسحرٍ ذابَ بقلبي
طالعاً راكضاً متعباً مستريج
فيا أيها القابعُ بروحي
سُقياكَ نبضي والعيون
وأنا ما زلتُ ضامئُ
ملهوفٌ ومجنون