حالة «ضعف المعدة».. أسبابها وعلاجها
السكري وبعض الأدوية تؤدي إلى حدوثها
* س: يعاني صديقي من حالة «ضعف حركة المعدة» هل لك أن توضح لنا ماهيتها وطريقة علاجها؟
ج: إن «ضعف المعدة» gastroparesis (ضعف أو كسل أو شلل عضلات المعدة) مصطلح يستخدم في وصف حالة صعوبة تفريغ المعدة لمحتوياتها، لتوجيهها إلى الأمعاء الدقيقة.
وفي العادة فإن المعدة تدفع نحو نصف محتوياتها تقريبا من وجبة طعام متوسطة نحو الأمعاء الدقيقة في غضون ساعتين بعد تناول الطعام، وتدفع نحو 90 في المائة منها بعد انقضاء 4 ساعات على ذلك.
أما إن كنت تعاني من حالة «ضعف المعدة»، فإن الطعام يظل في المعدة لفترة أطول. وتظهر الأعراض الشائعة لهذه الحالة على شكل غثيان وألم في أعلى البطن. وقد يصبح من الصعب على المعدة الاحتفاظ بمحتويات وجبة طعام كاملة. وبهذا فإن الأشخاص المصابين بحالات خطيرة من «ضعف المعدة» ربما يضطرون إلى تناول القليل جدا من الطعام مما يؤدي إلى نحولهم أو معاناتهم من سوء التغذية.
أسباب ضعف المعدة
* هناك عدة أسباب لحالات «ضعف المعدة»، يحتل داء السكري عادة أعلى المراتب في قائمتها. ويؤدي ارتفاع مستوى سكر الدم والجوانب الأخرى لداء السكري إلى إلحاق الضرر بالأعصاب ومنها الأعصاب التي تنظم وظيفة المعدة وسرعة إفراغ محتوياتها. كما أن هناك عددا من الأدوية التي تبطئ إفراغ المعدة ومنها مضادات الهستامين، مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، حاصرات أقنية الكالسيوم، والأدوية الأفيونية المسكنة للألم (الكوديين، الأوكسوكودون، وأخرى).
ويعاني بعض الأشخاص من «ضعف المعدة» بعد شفائهم من عدوى فيروسية معوية. كما أن أمراض الأعصاب عند الإصابة بالتصلب المتعدد ومرض باركنسون بمقدورها أيضا التأثير على عمل المعدة المعتاد.
العلاج يمثل علاج حالة «ضعف المعدة» تحديا للمرضى وأطبائهم، إذ لا يوجد دواء سحري لها، كما أن الجراحة غير مجدية.
وأول الأمور التي ينبغي للمرضى الالتزام بها هو تحديد - أو حتى تجنب - تناول الأطعمة الدهنية والغنية بالألياف التي تظل فترة أطول من غيرها داخل المعدة. كما أن تناول عدد أكبر من الوجبات الخفيفة أفضل من تناول ثلاث وجبات. وإن كان داء السكري هو السبب فيجب التحكم بمستوى سكر الدم.
وقد وظف كثير من الأدوية لتحسين عملية إفراغ محتويات المعدة، أحدها وهو «سيسابرايد» cisapride («بروبالسيد» Propulsid) بدا واعدا، إلا أنه سحب من الأسواق عام 2000 بسبب آثاره الجانبية على القلب. أما عقار «دومبيريدون» domperidone («موتيليوم» Motilium)، الذي يزيد من انقباضات الأمعاء الدقيقة والمعدة فهو عقار مساعد أحيانا، إلا أنه لم يجز للتسويق في الولايات المتحدة. ويتوفر في الولايات المتحدة دواء «ميتوكلوبراميد» Metoclopramide («ماكسولون» Maxolon، «ريغلان» Reglan) الذي يمكن أن يكون فعالا إلا أن الأطباء، وهذا أمر مفهوم، لا يحبذون وصفه بجرعته الكاملة لفترة طويلة لأن آثاره الجانبية تقود إلى الإصابة بحالة «عسر الحركة الآجل أو المتأخر» tardive dyskinesia، وهو اضطراب في الحركات اللاإرادية. وهذا الاضطراب، إن وقع، لا يمكن علاجه في الغالب.
ويصف زملائي عادة جرعات قليلة جدا من «إرثرومايسين» erythromycin وهو دواء من المضادات الحيوية يمكنه تسريع حركة المعدة. ومع ذلك فإن فوائد هذا الدواء البعيدة المدى تكون متوسطة في أفضل الحالات.
وإن لم تستجب حالة «ضعف المعدة» إلى الأدوية أو التغيرات في نظام الغذاء ويتحول المصاب إلى شخص يعاني من سوء التغذية، فإن من المهم التوجه إلى تدخلات طبية أخرى. ويمكن وضع أنبوب للتغذية مثلا، كما يمكن وضع جهاز لتنشيط المعدة وزيادة انقباضها. وقد أظهرت هذه الأجهزة بعض الفوائد في التجارب السريرية، إلا أنها تظل آخر الخطوات في هذا الشأن. وأخيرا يمكن اللجوء إلى الجراحة التي لا تجرى إلا نادرا هذه الأيام.