نحن نعلم ان عدد السنين وحسابها يأتي من القمر، وفي زماننا إذا أرادوا أن يضبطوا المعايير الزمنية فهم يقيمونها بحساب القمر...
فقد وجدوا أن الحساب بالقمر أضبط من الحساب بالشمس..
فالحساب بالشمس يختل يوماً كل عدد من السنين.
ولنفهم الفرق بين منازل القمر وبروج الشمس:::
. إن البروج هي أسماء من اللغة السريانية، وهو: برج الحمل، والثور، والجوزاء، والسرطان، والعذراء، والأسد، والميزان، والعقرب، والقوس، والجدي، والدلو، والحوت، وعددها اثنا عشر برجا هذه هي أبراج الشمس، ويتعلق بها مواعيد الزرع والطقس والجو..
ويحب أن نفهم أن لله في البروج أسراراً، بدليل أن الحق سبحانه وتعالى جعلها قسماً حين يقول: "والسماء ذات البروج".
ولذلك تجد أن التوقيت في الشمس لا يختلف؛ فالشهور التي تأتي في البرد، والتي تأتي في الحر هي هي، وكذلك التي تأتي في الخريف، والربيع..
وبين السنة الشمسية والسنة القمرية أحد عشر يوما...
والسنة القمرية هي التي تستخدم في التحديد التاريخي للشهور العربية ونعرف بداية كل شهر بالهلال:
{إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً}
(من الآية 36 سورة التوبة)
ولذلك كانت تكاليف العبادة محسوبة بالقمر حتى تسيح المنازل القمرية في البروج الشمسية..
فيأتي التكليف في كل جو وطقس من أجواء السنة...
فلا تصوم رمضان في صيف دائم، ولا في شتاء دائم...
ولكن يقلب الله مواعيد العبادات على سائر أيام السنة..
والذين يعيشون في المناطق الباردة مثلاً لو كان الحج ثابتا في موسم الصيف لما استطاعوا أن يؤدوا الفريضة، ولكن يدور موسم الحج في سائر الشهور...
فعندما يأتي الحج في الشتاء ييسر لهم مهمة أداء الفريضة في مناخ قريب من مناخ بلادهم.
وهكذا نجد أن حكمة الله اقتضت أن تدور مواقيت العبادات على سائر أيام السنة حتى يستطيع كل الناس حسب ظروفهم المناخية أن يؤدوا العبادات بلا مشقة.
إذن فالمنازل شائعة في البروج، وهذا سبب قول بعض العلماء:
إن ليلة القدر تمر دائرة في كل ليالي السنة، وذلك حسب سياحة المنازل في البروج.
إذن فهناك بروج للشمس، ومنازل للقمر، ومواقع للنجوم، ومواقع النجوم التي يقسم بها الله سبحانه في قوله:
{فلا أقسم بمواقع النجوم "75" وإنه لقسم لو تعلمون عظيم "76"}
(سورة الواقعة)
ولعل وقتا يأتي يكشف الله فيها للبشرية أثر مواقع النجوم على حياة الخلق وذلك عندما تتهيأ النفوس لذلك وتقدر العقول على استيعابه.
إذن كل شيء في الكون له نظام:
للشمس بروج..
وللقمر منازل،
وللنجوم مواقع....
وكل أسرار الكون ونواميسه ونظامه في هذه المخلوقات، وقد أعطانا الله من أسرار الأهلة أنها مواقيت للناس والحج