ارتفاع درجة الحرارة لدى الأطفال (الحمى)
يقلق الوالدين كثيراً وبعضهم قد يتصل على طبيب
أو صيدلي ويطلب علاجاً للحمى
أو يطلب مضاداً حيوياً لعالج الحمى وما يجب أن يعرفه الوالدان
أن ارتفاع درجة الحرارة هي عرض وليس مرض.
وفي الغالب يكون ناتجاً عن الإصابة بالأمراض المعدية المختلفة
التي تسببها الميكروبات المختلفة (الفيروسات , البكتيريا , الطفيليات .....)
ما أسباب ارتفاع درجة الحرارة ؟
1/تعتبر الأمراض الفيروسية أكثر الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة
لدى الأطفال وخاصة التهابات الجهاز التنفسي العلوي والسفلي والجهاز الهضمي
وكذلك بعض الفيروسات المشهورة مثل الجدريري المائي والحصبة ... الخ
2/أمراض بكتيرية مثل التهاب اللوزتين والتهابات السحايا (الحمى الشوكية)
والتهاب لسان المزمار والتهاب الرئتين أو التهابات المسالك البولية .
3/أمراض روماتيزمية أو أورام أو التسمم ببعض الأدوية مثل الأسبرين
4/التطعيمات الأساسية كالحصبة والسعال الديكي والإنفلونزا.
الأهم هو معرفة سبب ارتفاع درجة الحرارة ...
وعلى ذلك عندما يصاب الطفل بارتفاع في درجة الحرارة
فيجب التركيز على معرفة سبب ارتفاع الحرارة وليس علاج الحرارة فقط
ولا يمكن تحديد ذلك في الغالب إلا الطبيب بمساعدة الفحوصات المخبرية
أو الأشعة.
ارتفاع درجة حرارة الجسم تمنع تكاثر الفيروسات
ويجب أن يعرف أن ارتفاع درجة الحرارة في معدل محدد له منافع مختلفة
فهي من دفاعات الجسم التي أوجدها الله في جسد الإنسان
فارتفاع درجة حرارة الجسم تحارب الميكروبات
خصوصاً الفيروسية وتمنع تكاثرها داخل الجسم
لأن الفيروس في الغالب لا يتأقلم إلا مع درجة حرارة الجسم المعتادة 37 درجة مئوية
وبالتالي ارتفاع درجة حرارة الجسم يقلل من تأثيره ويحفز جهاز المناعة
ليبدأ العمل بمحاربة الميكروبات وبالتالي يقلل مدة الإصابة بالمرض ويعجل الشفاء بإذن الله
وينبغي أن يُعلم أن ارتفاع درجة حرارة الجسم لا يسبب أية أضرار مستديمة
حتى تصل درجة الحرارة 41.7 ــ 42.2 درجة مئوية فتسبب خطورة لحدوث ضرر دماغي
وقليل جداً هي الحالات التي تصل فيها درجة الحرارة إلى مستوى 40.5 درجة مئوية
متى نستخدم مخفض الحرارة؟؟
يفضل بعض الأطباء حالياً عدم إعطاء مخفضات حرارة إلا إذا تجاوزت الحرارة 39 درجة مئوية
لكن هناك حالات يجب المبادرة في علاج الحرارة فيها وهم الأطفال المعرضون للإصابة
بالتشنج الحراري سواء كان هناك تاريخ عائلي أو حدوث تشنج حراري من قبل
متى نستشير الطبيب المختص؟؟
ينبغي المسارعة لاستشارة طبيب مختص في حالة حدوث حمى مع تشنجات
أو تيبس في الرقبة أو خمول شديد أو تغير في وعي الطفل
أو صعوبة التنفس أو يكون الطفل رضيعاً خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من العمر
أو يكون الطفل مصاباً بأمراض مزمنة في القلب أو المناعة أو فقر الدم المنجلي
لأن ذلك قد يكون مؤشراً أو علامة على إصابة الطفل بأمراض خطيرة
قد تؤدي بحياته عند التأخر في مراجعة الطبيب
كيف تقاس حرارة الطفل ؟ ؟
لا بد من اقتناء ميزان لفحص الحرارة في كل منزل وينبغي أن لا يعتمد
على القياس النسبي للحرارة باليد فاليد لأن ذلك غير دقيق فاليد الباردة تعطي انطباعاً خاطئاً
بارتفاع الحرارة والعكس من ذلك اليد الساخنة تعطي انطباعاً خاطئاً بأن الحرارة طبيعية
كيف نخفض درجة حرارة الجسم؟؟
ــ تحميم الطفل بماء عادي أو فاتر وليس بالماء البارد
ــ إعطاء خافضات الحرارة كالبارالستنامول , والإيبوبروفين)
وتجنب الأسبرين خاصة في حالات الأنفلونزا وجدري الماء
فإن ذلك قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة بالكبد والدماغ
وعند إعطاء خافضات حرارة ينبغي معرفة الجرعة المناسبة
لكل طفل حسب وزنه وألا يعطى أكثر من نوع في وقت واحد
الحذر في استخدام المضادات الحيوية واجب
لا تستخدم المضادات الحيوية إلا بعد استشارة الطبيب
فليس كل مرض مصحوب بارتفاع شديد في درجة الحرارة
يستلزم العلاج بالمضادات الحيوية فكثير من الأمراض الفيروسية
وهي الأكثر شيوعاً لدى الأطفال لا تعالج بالمضادات الحيوية
والتي خصصت للأمراض البكتيرية إلا في حالات نادرة إذا حدثت
عدوى بكتيرية والذي يحدد ذلك الطبيب
وينبغي هنا أن نشير أنه إذا أمر الطبيب باستخدام مضاد حيوي
ينبغي أن تعرف جيداً الجرعة وتكرارها ومدة استخدام المضاد
ومتى يوقف لان الاستخدام الخاطي للمضاد الحيوي
قد يكون له آثار عكسية على المريض
إرشادات نبوية عند الحمى
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
دخل على أم السائب أو أم المسيب فقال (( مالك يا أم السائب أو يا أم المسيب تزفزفين ))
قالت الحمى لا بارك الله فيها
فقال صلى الله عليه وسلم
(( لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني أدم كما يذهب الكير خبث الحديد))
رواه مسلم
وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال (( الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء ))
وفي رواية أبردوها بماء زمزم)) رواه البخاري ومسلم
__________________