خزائن الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، و أشهد أن
سيدنا محمداً عبده و رسوله , اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..ن الله :
صح في الحديث القدسي أن الله عز و جل يقول:
((أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال : مُطِرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك
مؤمن بي وكافر بالكوكب ، وأمّا من قال بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ، ومؤمن
بالكوكب ))
[البخاري 1038 ، مسلم 71]
مما يؤكد أن تقتير الأمطار لا يمكن أن يكون تقتير عجز كشأن البشر ، ولكنه تربية وتأديب
هذا الخبر الذي أعلمت فيه وكالة الفضاء الأوروبية أن مرصد الفضاء الأوروبي العامل
بالأشعة تحت الحمراء رصد غيمة من البخار في الفضاء الخارجي ، يمكن لها أن تملأ
محيطات الأرض ستين مرة في اليوم الواحد بالمياه العذبة.
قول عالم:
وعلق أحد علماء الفلك فقال :
( إن المرصد عثر على غيوم للبخار في أكثر من مكان في الكون)
إلا أن هذه الغيمة التي اكتشفها مؤخراً تعد مصنعاً عظيماً لبخار الماء ،
وهذا مصداقُ قول الله تعالى :
﴿ وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَ مَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ﴾
[الحجر: 21]
وأما معنى التقتير التربوي أو التأديبي ففي قوله سبحانه :
﴿ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ ﴾
[الشورى:27]
و قوله:
﴿ وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً * لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً ﴾
[الجن: 16-17]
و قوله عز و جل :
﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ﴾
[المائدة: 66]
إن الجاهلين والشاردين يخوّفون أهل الأرض ، مرّة بنقص الغذاء ، وأخرى بنقص الماء ،
وتارة باقتراب نضوب آبار النفط ، فيفتعلون حروباً من أجل المياه تارةً ، وحروباً من أجل
القمح تارةً أخرى ، وأحدث هذه الحروب من أجل النفط ، وفاتهم أن تقليل الله عز وجل
لمادة ما هو تأديب ، وليس عجزاً منه.
و الحمد لله رب العالمين
__________________