خلال ما يقارب الثلاث ساعات و أنا واقف على ( طابور الخبز )
في أفران إبن العميد بدمشق ، و هي مساحة من الوقت تستطيع
من خلالها .......
التأمل و التذكّر ...
تأمّل أحوال الناس المنتظرين وصولهم إلى النافذة الصغيره ....
كأحلامهم التي لا تتجاوز حصولهم على بضع ربطات
من تلك الدوائر المقدّسة ، و التي معها و مع رائحتها المنعشة
غالباً ما تداعب الذكريات ...
ذكريات أول الثمانينات من القرن المنصرم .....
عندما مرت البلاد بأسوأ أزمة ، و كنت شاهداً صغيراً في الإعدادية ...
شاهدٌ على الطوابير في أفران شرقي ركن الدين جانب
الهجرة و الجوازات بالعاصمة الأمويـــة ...
و كنت شاهداً أيضاً وقتها ....
كم كانت الحياة بأدواتها بسيطة
كم كانت الناس بأحلامها بسيطة
و كم كانت المحبة بين الناس عفوية بدون تكلّف
و لا محسّناتٍ لونية !
المسافة رجوعاً إلى الثمانينات ليست بطويلة !
و كم الرجوع في الأزمات إلى .. ( معانٍ افتقدناها )
ناجعة و مفيده ...
و كم من الأحلام إن تضخمت
كان القول الفصل فيها :
و من الأحلام المتضخمة ما قتل .