الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين وبعد :
قال تعالى
( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم )
كثيراً من الناس اليوم يزعم محبة النبي صل الله عليه وعلى آله وسلم أفضل الصلاة والتسليم
فإردنا إن نقف الهوينة عند هذا الإدعاء بالمحبة ، التى سنبين من خلال هذه الكلمات التى مْن الله بها علينا توضيح بعض الأمور التى يجهلها البعض ، ويقع في البعض الآخر قصداً وعمداً وغلواً إن صح التعبير.
فمحبة النبي صل الله عليه وعلى آله وسلم ، لها شروط قيدت بها وهي كالتالي :
طاعته فيما آمر * وتصديقه فيما أخبر * وأجتناب ما نهى عنه وزجر * وإن لايعبد الله عز وجل الا بما آمر
ومن أهم وأكثر علامات محبته : متابعته والاقتداء به.
يقول القاضي عياض رحمه الله: اعلم أن من أحب شيئاً آثره وآثر موافقته، وإلا لم يكن صادقاً في حبه، وكان مدّعياً، فالصادق في حب النبي من تظهر علامة ذلك عليه، وأولها الاقتداء به، واستعمال سنته، وإتباع أقواله وأفعاله، والتأدب بآدابه في عسره ويسره ، ومنشطه ومكرهه ، وشاهد هذا قوله تعالى : ((إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)) (آل عمران:31). الشفا ، 2/571 .
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في "ثلاثة الأصول": (ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع )
فمحبته صلاوة ربي وسلامه عليه ، ليست بالكلام ، وهي إن يقول المرء إني أحب النبي صل الله عليه وعلى آله وسلم ، باللسان وإن اتينا الى أفعال هذا الإنسان لوجدنه بعيد كل البعد عن هدي سيد الأنام .
والمثال على ذلك ، ما نره اليوم من الصوفية وأذنبها من عباد القبور وأهل الأهوى ، فتجدهم يعقدون المزارات ، ويعقدون الالوية والرايات ، وما يسمونه بالحضرات. فترى الرجل فيهم يتراقص على ضرب الدفوف والمزامير ويهز الراس والاكتاف ، وعندما تسئله مالذي تفعله يقول لك أفعل ذلك حباً للنبي صلاوة ربي وسلامه عليه ، وكذبوا والله فيما إدعوا.
مثال آخر:
قد تجد الرجل يجر ثوبه في خيلاً ، وعند سؤالك أياه هل تحب الرسول صل الله عليه وسلم.
يقول لك نعم وكيف لا أحبه ، وعندما تقول له لكن إين إنت من هذه المحبه التى تقولها فقط بالشفاه ، ألم ينهك نبيك عن جر ثوبك ، فتجده طاطا راسه .فعجباً لهولاء ، فهذا عمر وارضاه فاروق الأمة وهو في ساعات الاحتضار يعطي أجمل الدروس في الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر عندما دخل عليه القوم وهو في فراش الموت فإذا بشاب يجر ثوبه ، فقال الفاروق رضون الله عليه : ياهذا ارفع ثوبك فإنه اثقي لربك وأنقي لثوبك. يعلمه ، يعطيه درس في محبة نبيه صلاوة ربي وسلامه عليه. فالمحبة هي أنقياد وطاعة وأقتداء وصدق ودين ... وليس قول باللسان .
فهولاء . رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما .
فإين الناس اليوم من محبة رسوال الله صل الله عليه وسلم الآ من رحم ربي. فتسئل الرجل اليوم ما بالك ، أين لحيتك وأزارك ، وتسئل المراءة اين حجابك وأين حياءك الستم تدعون محبة سيد الخلق ... فسبحان الله فكيف تكون المحبة .
صدق الشاعر حينما قال:
لو كنت تصدق حبه لأطعته ****** إن المحب لمن يحب مطيع
إن المحب لمن يحب مطيع
إن المحب لمن يحب مطيع
إن المحب لمن يحب مطيع
* * * * *
فيامن تدعي محبته أين أنت من سنته
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته