عندما تجد نفسك على شاطئ البحر وحيدا
تعصف بك رياح الشوق
تصفق ابواب الحزن
تفقد الصبر
يعتريك الالم
غدر الزمان
هجرة الوطن
فراق الاحبة
محطات مشحونة
تتلوها اخر
مسكينا محتاج
مريضا عاجز
ويتيما ذليل
وارامل موشحة بالسواد
واختا واخا بحاجة اليك
وابنا يفتقد حنانك
ووطن يضيع
ومحتل يعبث
وانت عاجز
تفقد الامل
الكل يهاجر
يذهبون بلا اعذار
يرحلون بلا عودة
يغادرون
تتجمد الانفاس
وتتيبس العروق
وتبقى ذكريات
تهاجر معهم الطيور
ترحل النوارس
وينوح الحمام
يذهب الصيف
ويحل الخريف
ويأتي الشتاء
ويشح المطر
ويموت الزرع عطشا
وتتوالى سنوات العجاف
والسنابل تتمايل
والسكاكين تتوالي
والسهام تتواصل
والهاونات تتهاوى
والمفخخات تدوي
والاطلاقات تتساقط هنا وهناك
ويسقط هذا
ويتلوى ذلك
والشوارع خالية
والجثث تمليئ الشوارع
وتهرع للأنقاذ
المستشفيات عاجزة
وتستنجد برسل الرحمة
لترى بان الرحمة غادرتهم خوفا
والالم ينخر جسمك
وانت عاجز
وتبحث عن زجاجة دم
وليتهم لم يجدوها
وتبحث عن الدواء
وهذا يركض
وذاك يحاول
ويتوقف كل شئ
وتكتم الصرخة الأنفاس
وتشعر بالهوان
تحس بالذل
وتغادر الى المجهول
وتسيل دموع الامهات
وبكاء من يحتاجك
ودعاء من يحبك
وصلوات من يريد لك العيش بعيدا
الخوف يتأصل في الابدان
والجسم يرتجف
والصغار يتضورورن جوعا
والعمر يمضي
اوراقه تتساقط
ووجوه شاحبة
غادرتها البسمة
اجساد متعبة
وتمضغ القلوب
عناكب الحرمان
تعشعش لتملئ المكان
عذاب ليس كأي عذاب
بلاء لا يشبهه بلاء
مرارة وقسوة وشقاء
محطات محطات محطات
تنتظر صفحات الموج
لتأخذك هناك
ولو للحظة
حيث الحب
حيث الأمل
حيث الذكرى
حيث الحياة
فهل سنقوى على الاحتمال
حتى تمر
لترحل بك الى هناك