"الأطفال والألعاب الإلكترونية"
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على محمد النبي الأمين،
ثم أما بعد:
إن من الأمور التي عمت بها البلوى في زمننا ظهور أنواع من الألعاب الإلكترونية الفاتنة، التي تلهي الأطفال، وتبعدهم عن واجباتهم الدينية، وفروضهم المدرسية، وكثير من الأطفال تأثروا بهذه اللعب فتغيرت سلوكهم وعاداتهم، وتبدلت تصرفاتهم وأخلاقهم، بل ومن أطفالنا من تغيرت مفاهيمهم، فأصبحنا والله نعاني أزيد مما كنا نجتهد في الدعوة وذلك بإزالة شبهات الحرب الفكرية، والغزوات الصليبية عبر الصور الفاسدة، والأصوات المحرمة، فالله المستعان على جيل "بليستيشن" فقياماً بالواجب الديني الذي أوجبه الله على طلبة العلم نقوم بواجب النصح الشرعي في التبصير والتعليم.
فتقديم النصائح وبذل الوصية للطفل المسلم منذ الصغر لمن صميم الإعتناء به وتربيته والمحافظة على دينه وصلاحه وأخلاقه و قلبه وعقله، وإن من المسلمات التي لا تقبل النقاش في الإسلام : الحفاظ على هوية الولد الصغير منذ صباه وإلى أن يكبر فيترعرع بإذن الله على عقيدة صحيحة إسلامية لا خلل فيها.
كيف يفلح قوم أو جيل يأخذون ثقافتهم من هذه المراجع التي لا توحد الله تعالى ، ولا تعبده وحده، ولا تعترف بمنهج الأخلاق الصالحة والأعمال النافعة في الحياة ؟ و بالله عليكم كيف نريد أن نغلب قوما يربون لنا نساءنا وأولادنا ؟ فهذه الألعاب تنشر ثقافة العنف، وهواية الجنس، ومفاهيم الفحش، وثقافة وحدة الأديان، وتزيل الغيرة والرجولة، وتغير مبدأ الولاء والبراء، فمفاسدها مشهودة ومعلومة عند العقلاء، وهذه الألعاب الإلكترونية تعلم الأطفال تربية غير صالحة وتنشر عادات أهل الكفر السيئة كالكلام الفاحش، والفعل المخل بالحياء، وغير ذلك من القبح، فينتقل الطفل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ والكهولة قبل الوقت، فيتعلم ما لا يمكن للطفل أن يتعلمه في صغره، فهذه الغزوة الصليبية الجديدة الماكرة تغرس في نشأ الإسلام السب و الشتم والعصبيات المقيتة، وسوء التربية كالسرقة وغيرها من حيث أن هذه الألعاب تعلم الصبي السرقة، وتصف لهم السارق بطلا حقق هدفه، و وصل إلى غايته بعد اجتياز كل المرحل، وتعلم الطفل العنف الغير المبرر، وتنمي لديه نزعة الإجرام، وثقافة القتل لأتفه الأسباب، وقد وقعت كثير من المفاسد بين الأطفال بسبب هذه الألعاب، فالموسيقى الصاخبة التي تصحب هذه المشاهد العنيفة تعلب على الأعصاب، وتزيد في الغضب، وتقوي ثقافة العنف لدى الصغير، فينشأ على هذا الطبع الغليظ، ويتعلم الولد العزلة والوحدة والخلوة، ليتفرغ لمعصية الله تعالى، وهذه الألعاب الفاتنة تساعده على ترك التزاماته الدراسية ، بعد واجباته الدينية، وتجعله ينطوي ويعتزل أمته، ويعيش في غير بيئته، ويتقمص غير شخصيته، فيكون الكافر الفاجر أحب إليه من صالح المؤمنين فيضعف في القراءة والبحث والإجتهاد، إن لم يتخلى عن الدراسة كلية، ويعيش في الأوهام والخيال، وأما الإنعكاس السلبي الصحي على الغلام فحدث ولا حرج فالإشعاعات الضارة التي تطلقها هذه الألعاب، بأصواتها المزعجة مما يؤثر على دماغ الطفل، وزد على ذلك الألوان المقلقة، والأمواج الكهربائية التي تؤثر على مخ الطفل، فتحدث له التشنجات العصبية، وقد سجلت حالات الشلل في بعض النواحي بسبب هذه الألعاب، وكذلك إصابات وهمية بسبب الإفراط في ممارسة هذه اللعبة، وأما تضييع الوقت، وإتلاف أيام العمر في غير نفع فمما لا يرقع أبدا العمر، وكذلك قلة الحركة مما يعوق الولد بترك ممارسة الرياضة، و المشيء المعتدل مما يعطل حركاته، ويحبس طاقته، ويخلخل نظام جسمه، فينبغي على العقلاء وولاة أمر البيوت أن يبادروا إلى علاج أبناءهم وأولاد المسلمين من هذه المشاكل العويصة، وأكثر هذه الألعاب محرمة شرعا بسبب ما تحتويه من مخالفات عقائدية وفجورية، وفحش لما فيها من صور نساء عاريات، أو شبه عاريات، ففي الحقيقة هذه الألعاب لا بد أن تضبط بميزان الشرع الإسلامي القويم ، كوجوب الحفاظ على العقيدة الحنيفية الصحيحة، وضبط الوقت للقيام إلى الصلاة، ووجوب نشر طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وكثير من الأطفال اختفوا من المسجد بسبب إدمانهم على هذه الألعاب الفاسدة، فأبعدتهم هذه السخافات عن بيت الله، وقراءة القرآن، ومصاحبة الصالحين، وخدمة الدعوة إلى الله، وممارسة الرياضة النافعة،
وفي الختام ننصح أولياء الأطفال بهذه النصائح :-
1- يجب عليكم متابعة الطفل خلقيا وتربويا.
2 - يجب زجر الولد بدون عاطفة عن كل مخالفة تضره في دينه.
3 - يجب تعليم الطفل ثقافة الدين، وهوية الأخلاق الفاضلة.
4 - يجب مراقبة أنشطة الولد والأنثى بلا تهوان ولا تردد.
5 - يجب متابعة تصرفات الأطفال وأفعالهم وأخلاقهم.
6 - يجب فحص أقراص اللُّعب ، وضبط أوقات اللَّعب بها.
7 - يجب تفتيش محتويات اللعب العصرية، وتدقيق محتواها.
8 - يجب متابعة مصادرة الألعاب الغير الشرعية بقوة قوانين الإسلام.
9 - يجب الحفاظ على ثوابت الأمة، ومقدساتها الإسلامية .
10- يجب متابعة تحصيله الدراسي بشكل مستمر و ملاحظة إذا ما كان اللعب أثَّر علي مستواه و أضعفه .
نسأل الله السلامة لأبنائنا من كل شر.