الحكمه والموعظه الحسنه
يقول الله عز وجل (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)
صدق الله العظيم
والفرق بين الحكمة والموعظة الحسنة في نهج البلاغة :
هو أن الحكمة يراد بها التعليم والإرشاد والنصيحة، أما الموعظة فيراد بها التذكير وإلفات النظر إلى ما من يعرف ويعلم ولكنه في غفلة أو تغافل أو تجاهل منه.
فالحكمة يراد بها التنبيه، أما الموعظة فيراد بها الإيقاظ.
والحكمة يراد بها مكافحة الجهل، والموعظة يراد بها مكافحة الغفلة والتغافل.
فالحكمة فكرة وتعقّل، أما الموعظة فهي (لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ).
والحكمة تعلم، والموعظة تذكّر.
والحكمة تزيد الإنسان وجداناً ذهنياً، أما الموعظة فهي توقظ الذهن للاستفادة من الوجدان.
والحكمة مصباح وسراج، أما الموعظة فهي إلفات النظر إلى ذلك الضياء.
والحكمة للفكرة، والموعظة للتفكّر.
والحكمة ترجمان العقل، والموعظة ترجمان الروح والأحاسيس والعواطف.
ومن هنا يفرق بين الحكمة والموعظة الحسنة أيضاً: بأن لشخصية الواعظ في الموعظة دوراً بارزاً، أما الحكمة فهي (ضالة المؤمن يأخذها أينما وجدها، ولو من فم فاسق أو فاجر أو غادر أو خاسر أو كافر)!
و(الحكمة جوهرة يأخذها المؤمن أينما وجدها ولو في فم كلب أو سبع)! ففي الحكمة لا مانع من اختلاف الأرواح بين الناطق بها والسامع، أما في الموعظة فلابدّ من ارتباط بينهما واتصال كما في السلك الكهربائي بين السالب والموجب، وحينئذ يكون كما قيل: (ما خرج من القلب دخل في القلب، وما خرج من اللسان لم يتجاوز الآذان).
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك