السلام عليكم
مخترع الهاتف يمتنع أصلا أن تكون هذه البذرة في بيته هكذا ثبت عن ألكسندر جراهام بيل حين اخترع الهاتف
رفض أن يكون في حجرته كما رفض البعض أن يكون هو نفسه من اخترع الهاتف ويرجعون
الاختراع لانطونيو ميوتشى , ثمة لبس في من اخترع الهاتف وهذا اللبس يلازم العالم الجديد وينتشر فيه .
أما المخترع جراهام فكان يختزل رغبة جده وولده وأخيه في تحسين النطق والتخاطب وتعليم الكلام لصم
والبكم وكانت زوجته ووالدته من فئة الصم البكم وهذا ما دفعه ليقتحم العالم باحثا في أعماقه عن بديل يتيح
للانسان أساليب التخاطب والتواصل .
حين حدثني صديقي عن الكمبيوتر كنت أجهل هذه الوسيلة كجهاز ملحق بنظام وبرمجة وانما كان علمي به
سطحيا فقدم لي صديقي الوصف الدقيق لهذا الساحر فحرصت على اقتناء واحد مهما كلف الثمن لقد كنت
بحاجة أليه مثل حاجتي لأكل والهواء , كان لبد علي أن أجد عالم آخر بديل عن عالمي الذي تنكر حين منحت
لي شهادة تصنفني ضمن فئة الذين عاقبتهم الحياة لذنب أقر به بعض البشر ظلما وبهتانا
كنت أظن أن الحاسب رحمة مهداة لأمثالي الذين تنعدم عندهم وسيلة التواصل والتخاطب وينتشلهم من الهاوية
كنت أظنه ملاذ آمن وبديل عن أمسية الصمت والوحدة وهو الأستاذ والصديق هكذا اتخذته بل ارتبطت بيه
كما يرتبط الناس بهذه الحياة التي انسحبت منها هكذا كان بالنسبة الي في بادئ الأمر , لم يكن خط الهاتف ملحق
بالكمبيوتر ولا انترنت تتدفق فيه , كان بسيط ومتواضع بعض البرامج المثبتة والأقراص المضغوطة وكان يكفي
هذا العالم ليكون بديل عن عالمي الحقيقي الذي هجرته رغما عني , حاجة لا تنتهي والرغبة مستمرة فهل كنت
أكتفي بتلك البساطة ..؟؟ .
هناك بعض التعليمات الملحقة بالبرامج على الكمبيوتر , يمكنك زيارة الصفحة على الانترنت وهناك فضول
وداعي يدفعك فتتبع الخطوات هذه الصفحات لا تفتح الا اذا كنت مشترك وهنا أنت ملزم بوصل خط الهاتف
بالكمبيوتر .
حين لازمت خير جليس المتنوع بين المجلد والكتاب والكتيب , أمر على الصفحات وأنتقي وقد أجد ما لا
يصلح أن يكون جليس من هذا التنوع وهذا الانتقاء يكون حسب ميولي وتركيبتي التي تطبع شخصيتي
وبهذه القاعدة ولجت العالم الجديد الذي كان في البدأ مفترض لكنه الأن وبوضوح عالم جديد على أنقاض
العالم الحقيقي بل هذا الأخير هرم ولم يعد يكفي هرج ومرج البشر فكانت لهم القارة السابعة بلا حدود جغرافية
ولا معنى للقيم والأخلاق ولا حتى قانون يفصل بين السيد والعبد أو ادم وحواء مثل الذي يحصل في العالم
الحقيقي أو يتفنن البعض على البعض في نسجه , انه بحق عالم جديد تلتقي فيه الأرواح .
وفي هذا العالم الجديد تتلاشى القواعد وتتغير المعايير وتختل الموازين هنا يتغير مجرى الحياة بل يلتقي الشيطان
والانسان في مجرى واحد بدل أن يجري الشيطان في عروق الانسان يجري كلاهما في الشبكة التي هي عصب
العالم الجديد وكلاهما جوهر روحاني يبحثان عني البقاء لقد تصالحا ولم تعد ثمة عداوة بينهما , ادم وحواء تقاربا
بما فيه الكفاية وتزاوجت أرواحهم وسكنت بعضها البعض تلتقي وتتعانق حتى الفناء وفي رحاب ذالك الرحاب
ما معنى الحياة بعيدا عن الجسمية والعنصرية ..؟؟؟
حين فتحت علبة البريد الالكتروني ووجدت كم هائل من الرسائل قد ارسلت الي من المدونين العرب لم أشأ
أن أفتحها , بل حذفتها وهكذا كل يوم أجد ما يقارب 70 رسالة , لقد سأمت الحذف وغيرت بريدي فهل علي
أن أقرأ كل ما يكتب الناس وماذا يكتبون ..؟؟؟ وما الغاية من تلك المواضيع ..؟؟؟ ها أنا أكتب على صفحة
المنتدى ولا ألزم أحد بالاطلاع عليها انها الكتابة ليست فن ولا حتى هواية بالنسبة الي وجدت هذه الصفحات
تصلح للكتابة ولست أدري أن كتاباتي تصلح لها فلماذا أدون وما ذا أدون مثل ما قرأت بعض رسائل المدونين
مختومة في الأسفل نشر الوعي وأخرى تنوير العقول وأخرى ...!!! أعرف كاتب كان يكتب وهو مفكر وكان
جل كتابته لا تحيد عن المشاعر كان كالساحر وأول ما تعرفنا فصح عن رغبته الملحة انه يبحث عن زوجة
ثانية ..!! ....
ما جال في أعماقي وله بقية