الصحة النفسية للمسنين
الشخص المسن هو الشخص الذي تجاوز الستين او السبعين من العمر ( تبعا للظروف البيئية المحيطة)
وهذا الشخص عادة ما يتميز بضعف عام .. ويكون عرضة للأمراض العضوية والنفسية اكثر من أي أي مرحلة
عمرية .. كما انه يتسم بخصائص تميز هذه الفترة العمرية عن غيرها فاغلب المسنون متقاعدون عن العمل وقد
كون اولادهم اسرا مستقلة ومن هنا يأتي الخطر
فبقاء المسن وحيدا وفارغا هو ما يجره الى التفكير السلبي والاستسلام للأوهام والأمراض بسهولة ...
ولهذا ستكون لنا هنا وقفة لنتعلم السبل السليمة التي نستطيع بها دعم كبار السن للمحافظة على صحتهم النفسية وبالتالي صحتهم البدنية
أهم جوانب حياة المسن ومميزاتها :
1- قد تمتد فترة الشيخوخة عشرات السنين ولذلك أثره في حياة الفرد ومن حوله من معارف وأصدقاء وأهل ..
قال صلى الله عليه وسلم " خيركم من طال عمره وحسن عمله .. وشركم من طال عمره وساء عمله " .
2- يعاني المسن من ضعف جسمي عام في الإحساس والعضلات والعظام والنشاط الجسمي الداخلي
3- نضوج علمي وغزارة وثراء فكري ، حيث أن أكابر العلماء خير إنتاجهم الفكري في هذه المرحلة ( ما بعد
الستين ) ويكون لدى المسن أيضاً ثراء شخصي بالخبرة الذاتية مع الآخرين حيث يفهم الحياة فهماً واقعياً ويدرك
الحياة بعيداً عن الخيال وبواقعية عملية .
4- معاناة صحية في تناوب مع المتاعب المرضية ، ويتطلب ذلك عناية صحية متواصلة ودقيقة .
5- صلابة نفسية واجتماعية في الاتجاهات ، يصعب معها التكيف والتوافق النفسي للمسن مع مستجدات الحياة
وما تتطلبه من علاقات وأنماط سلوكية جديدة مع عدة أجيال مما يجعله يعاني من صعوبات التوافق الضروري للحياة الهادئة .
قال تعالى ( ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون ) (يس68) .
6- يرى المسن نفسه إما متخوفاً من الوصول للشيخوخة أو منكراً لها ولا يعطي لها بالاً في تصرفاته ،
اهم مشكلات المسنين:
لا يتعرض كل مسن لمشكلات . والمشكلات نفسها متنوعة ومنها البسيط العابر أو الطارئ الذي يزول بالعلاج .
وعدد كبير من المسنين عرضة لمشكلات مزمنة ولابد لهم من معايشتها بصبر وهدوء للتخفيف من أضرارها .
قال صلى الله عليه وسلم للأعراب عندما سألوه فقالوا يا رسول الله أنتداوى ؟ .. فقال صلى الله عليه وسلم " نعم يا عباد الله تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له شفاء غير داء واحد ) قالوا ما هو ؟ قال ( الهرم ) ( أخرجه الترمذي وأحمد في مسنده ) .
والمشكلات يمكن أن تكون انفعالية وجدانية كالشعور بالفشل أو الاحباط مما يؤدي إلى أن تغلب على هؤلاء روح
التشاؤم . وقد يصل ببعضهم إلى الشك بأقرب المقربين إليهم . ويكون سلوكهم متسماً بالشك والحذر والحساسية والتأثر الانفعالي
وهناك مشكلات ذهنية فكرية وذلك نتيجة لضعف الحواس وضعف الانتباه وعدم القدرة على التركيز ،
مما يضعف المدركات بالإضافة إلى ضيق الاهتمام وإلى ضعف الذاكرة وتشتتها وسرعة النسيان مما يجعل الفرد
يتمركز بشكل محوري في تفكيره حول شيء مما يبدو شبيهاً بالوسوسة أو الهلوسة .
قال تعالى : يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ) ( الحج 5) .
وقد يظهر لدى المريض توهم بالأمراض وتركيز زائد على الصحة حيث ينظر للعرض البسيط بأنه خطير .
كذلك فان تقدم العمر يقلل من الأصدقاء بسبب تفرقهم إما بالبعد أو بالوفاة أو بالسفر . وكذلك الأولاد لانهماكهم
بشؤون الحياة . وأما شريك الحياة الزوجية فقد يتوفى وبالتالي يظل المسن يعاني من الوحدة وآثارها النفسية .
وكذلك فإن عدداً غير قليل من المسنين يعاني من الصلابة الاجتماعية لصعوبة تكيفه وتبنيه لأنماط جديدة في السلوك والتفكير .
الوقاية من مشكلات الشيخوخة وعلاجها :
لقد سبق الإسلام بوضع الاجراءات الوقائية من مشكلات الشيخوخة وأولاها اهتمامه . قال الرسول صلى الله عليه
وسلم " اغتنم خمساً قبل خمس حياتك قبل موتك ، وصحتك قبل سقمك ، وفراغك قبل شغلك ، وشبابك قبل هرمك ، وغناك قبل فقرك " .