المشهد الأول :
كَانَت مِشيتُهآ كَمَن يمْشُونَ فِي الأرضِ مَرحا ..
بكعبٍ عالٍ ، لا يفوقُ عُلُوُّهُ مُعدَّلَ عقلِهآ !
دَخَلَت قآعَة الامتحَان بعدَ أن اتفقَت مَعَ الأسْتآذ الذِي يُدرِّسُها
اتفاقٌ حَقير بين إنسانين أحدُهُمَا أحقرُ مِن الآخر ،
اتفقت معهُ عَلى أن تَكُونَ عَشيقةً لهُ خَلفَ الأضواء ، وَ وراءَ الستائِر
عَلى أن يَمنحَهآ نقطَةً مُحترمَة فِي امتحانِ آخرِ السَّنة ؛ دُونَ أن تجيب !
فدخَلت قاعَة الامتحان – مَع العلم أن الامتحآن شفوِي وَ يدخل الممتحنونَ واحداً بعدا الآخر –
دخلت بابتِسَامَتهآ الخَلِيعَة وَ ملآبسِهآ المَكشوفة وَ تبرُّجها الفاضِح
جَلسَت قليلاً تتحدَّث مَعَهُ عن أشياء لا علآقة لها لا بالامتحان ولا بالدراسة
( حتى لا يشكَّ زملاؤهآ و زميلاتها فِي شيء )
وَ بعدَ عشرِ دقائق خرجَت وَ نفسُ الابتِسَامَة عَلى مُحياهَا
مَرَّ أسبُوعَان ظَهَرَت فِيهِمَا النتائج :
بنفسِ المِشيَة وَ الابتِسَامَة كانت تُطالِعُ قائمَة النتائج
وَجَدَت إسمَهَا وَ بجانبِهِ عنوان المادة و التنقيط
" جميلة أحمد " : 0
فانقلَبَت ملآمِحُ وجهها ، وَ تذكَّرَت كَيف باعَت نفسَهَا ؛ فخسرَت كل شيء
المشهدُ الثاني :
كَانَت مُحتجبةً ، جمِيلَة ، رقيقة ، الحيَآءُ وَ حُسنُ الخُلُق مِن أهمِّ صفاتِهَا
بعدَ أن حَصَلت عَلى شهادتِهَا الجَامِعِيَّة طَرَقت باب العَمَل ؛ وَ لم يُقفَل فِي وَجهها
حَصَلت على وَظيفةٍ جيدَة ، كَآنت تُرضِي طُمُوحَهَا
بعدَ شهُورٍ مِن العَمَل ، تعَيَّنَ مُدِيرٌ جَديدٌ فِي مَقَرِّ عَمَلِهآ ..
استدْعَاها ذَات يَوم وَ قَال لَهَآ :
" إما أن تقلعِي حجابكِ ذاك أو ستُطرَدِينَ مِن الوَظِيفة "
فقالت له :
" لن أقلعَه .. و مَآ يَجُودُ بهِ يَمِينُك ، فلتفعَلْـه "
بعدَ أسبُوع تمَّ نقلُ المُدِير إلى مَدينةٍ أخرى وَ تمَّت ترقيتُهآ
ركَعَت حَامِدَةً ربهآ وَ قبَّلَت حِجآبَهآ وَ دموعٌ سَالت فوقَ خدَّيهآ الطاهريْن
وَ يَومَ غدٍ ذَهَبَت عِندَ نحَّاتٍ ، ينحَتُ لوحاتٍ مِن الخَشَب
و قالت له :
" بعدَ إذنِك ، أرِيدُ لوحَةً جَمِيلَة مَكْتُوبٌ فِيهآ :
- وَ إن اجتمعوا على أن يضروكَ بشيءٍ مَا هُم بضارِّيكَ بشيءٍ إلا بإذن الله "