الطفل والتعامل مع سخرية الآخرين
20-6-2012
يتعرض
الكثير من الأطفال لسخرية الآخرين منهم وأحيانا قد تكون تلك السخرية - حتى
لو كانت بحسن نية - ذات تأثير نفسى سلبى على الطفل، ولذلك فإن هناك بعض
الأطفال الذين يتعرضون لسخرية الآخرين يكونون أكثر حساسية ،وثقتهم بأنفسهم
قليلة. وعلى جانب آخر هناك أطفال قد يلجأون للعنف لمواجهة سخرية الآخرين
منهم. وبالتالى فعلى كل أم أن تساعد طفلها على إيجاد طرق إيجابية وفعالة
للتعامل مثلا مع سخرية زملائه منه مما سيكسبه مهارات حياتية مهمة وقد يزيد
من ثقته بنفسه. إن الطفل قد يتعرض للسخرية فى المدرسة أو فى أتوبيس المدرسة
أو فى الفصل مما قد يؤدى لعدم رغبته فى الذهاب للمدرسة. وبالتأكيد فإن أى
أم تريد حماية ابنها أو طفلها من سخرية ومضايقة الآخرين له ولكن فى الواقع
فإنها لن تتمكن من حمايته كل الوقت، ولذلك يجب أن تعلمه وسائل يتعامل بها
مع مضايقة الآخرين له وهو الأمر الذى سيجعل الطفل أكثر استعدادا لمواجهة
مواقف مشابهة مع مرور الوقت.
تكون
السخرية من الطفل مقبولة ومرحة إذا حدثت فى موقف يثير سعادة وابتسام
الجميع حتى الطفل نفسه الذى تعرض للسخرية، أما الأشياء التى قد تجرح الطفل
فهى الشتائم، مما يجعله يشعر بالإحباط أو مضايقته بالكلام والفعل وهو ما
سيجعله حزينا وغاضبا ومتألما. وأحيانا قد تتطور سخرية الآخرين من طفلك مما
قد يستلزم تدخل الأهل أو المعلمين فى المدرسة.
أسباب سخرية الطفل أو مضايقته لطفل آخر:
إن
السخرية من الآخرين ومضايقتهم طريقة قد يحصل بها الطفل على انتباه واهتمام
الآخرين حتى لو كان هذا الاهتمام سلبيا مع الوضع فى الاعتبار أن هذا
الاهتمام السلبى بالنسبة لبعض الأطفال هو أفضل من ألا يهتم بهم أحد على
الإطلاق.
أحيانا
قد يضايق الطفل الآخرين من زملائه أو معارفه أو يسخر منهم لأنه يكون يقلد
ما يحدث له فى المنزل، سواء كان ما يحدث له سخرية أو مضايقة أشقائه له مثلا
أو معاملة أهله له بجفاء وقسوة.
تعطى مضايقة الآخرين والسخرية منهم وإحباطهم للطفل فى بعض الأحيان شعورا بالتفوق والقوة.
من
الأسباب التى تؤدى لاتجاه الطفل للسخرية من زملائه ومضايقتهم لأنه يعتقد
أن مثل هذا الأمر سيجعله محبوبا بين الآخرين ومقبولا منهم وجزءا من
المجموعة، فأحيانا قد يضايق الطفل طفلا آخر أو يسخر منه لأنه يشعر أنه بتلك
الطريقة سيكون جزءا من المجموعة المحبوبة فى المدرسة.
وفى
أحيان أخرى قد يسخر الطفل من طفل آخر لأنه يشعر أن هذا الطفل مختلف عنه،
فعلى سبيل المثال قد يكون هناك طفل يعانى من إعاقة جسدية أو صعوبة من
صعوبات التعلم ولذلك فإنه قد يكون محل سخرية الآخرين منه بسبب أنه مختلف
عنهم.
عندما
يتعرض طفلك لسخرية الآخرين أو لأى نوع من أنواع المضايقات، فيجب عليك أن
تحاولى النظر للمشكلة أو رؤيتها من وجهة نظر الطفل عن طريق الجلوس معه
والاستماع له بانتباه واهتمام. يجب أيضا أن تحاولى أن تعرفى من طفلك كل شئ
عن أنواع السخرية والمضايقات التى يتعرض لها ومحاولة فهم مشاعره مع إمكانية
مثلا أن تحكى له عن تجربتك فى مثل هذا الموقف.
علمى
طفلك عندما يتعرض لمضايقة أو سخرية من زميل له أن يضحك على الموقف حتى لو
كان يشعر بالألم من داخله أو يشعر بالإهانة، فالضحك سيجعل الطفل ينسى الألم
لبعض الوقت وهو أيضا سيجعل الشخص الذى لجأ للسخرية يخجل من نفسه. كما أن
لجوء طفلك للضحك لمواجهة موقف السخرية منه سيعلمه أن يضحك وينسى المواقف
غير المهمة ، فطالما يعلم طفلك أن الآخر يسخر منه بسبب شئ غير صحيح أو
حقيقى فيجب أن يتجاهله.
إذا
كان طفلك يتعرض للسخرية مثلا فى المدرسة فيمكنه أن يذهب لمكان آخر غير
المكان الموجود فيه الطفل الذى يقوم بمضايقته. أما إذا كان الطفل يتعرض
للمضايقة والسخرية وهو فى أتوبيس المدرسة فيمكنه أن يجلس على مقعد آخر أو
يضع السماعات فى أذنيه لسماع الموسيقى.
إن
معظم الأطفال الذين يضايقون أو يسخرون من الأطفال الآخرين يكونون يبحثون
عن رد فعل معين مثل الغضب أو الإحراج أو الدموع، ولذلك يجب أن تعلمى طفلك
أن يتجاهل تماما الطفل الذى يضايقه أو يسخر منه. إذا نجح طفلك فى التظاهر
بأنه غير متأثر بالمضايقات والسخرية منه ولكنه من داخله يشعر بالألم فيجب
عليك أن تتحدثى معه وعن شعوره وقت أن تعرض للسخرية. يمكن أيضا لطفلك أن
يتحدث عن الأمر مع صديق مقرب له. وأيا كان ما سيفعله فيجب على الطفل أن
يتكلم لأن المشاعر السلبية مثل القلق والخوف والحزن والإحباط إذا تراكمت
داخله فهذا لن يكون أمرا صحيا.