مقابلة مع فريق التعريب لفيفا 12 #FIFA12 التالي هي مقابلتنا مع رافد سالم المسؤول الأول في إلكترونيك أرتس عن
فيفا و عن تعريب فيفا 12. اللعبة ستصدر نهاية شعر سبتمبر على كلٍ من
البلايستايشن 3 و الإكس بوكس 360 معربة مع التعليق بأصوات الشوالي و الحربي
و على الأجهزة الباقية من دون التعريب.
تستطيع قراءة إنطباعنا العام عن اللعبة خلال مؤتمر جيمز كوم 2011.
أسئلتنا كانت متنوعة، لكن مع التركيز على التعريب و المحتويات المعربة.
أترككم مع المقابلة:
- طبعاً الكل سمع عن التعريب و رأينا صور القوائم المعربة. و الكثير لعب النسخة التجريبية لفيفا 12. لماذا التعريب الآن؟
- كانت هناك عدة أسباب لعدم إدراج اللغة العربية حتى الآن وبشكل أخص
القرصنة التي كانت ولا تزال أحد أكبر التحديات التي نواجهها والتي تؤثر
سلباً على مبيعات الألعاب في المنطقة، مما يعني أن استثمار مبالغ ضخمة في
ترجمة لعبة لن تكون مربحة! وفي نهاية المطاف، تفقد الشركات الاهتمام
بالمنطقة وتختار عدم دعم أو الاستثمار فيها.
في الآونة الأخيرة، بدأت جهود مكافحة القرصنة بالتأثير بشكل إيجابي على
المبيعات كما فهم اللاعبون أهمية وفوائد شراء المنتجات الأصلية، كما أن
الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارات الإعلام في دول مجلس التعاون الخليجي
لمحاربة القرصنة قد بدأت تؤتى ثمارها.
كل ذلك كان له تأثيراً كبيراً في قرار دعم اللغة العربية في كرة القدم EA Sports FIFA 12.
- ما هي المشاكل التي واجهتموها بالتعريب؟ هناك العديد من الصعوبات التي واجهناها منذ بداية المشروع، منها إدخال
اللغة العربية إلى محرك اللعبة الذي كان تحدياً كبيراً للعاملين في استوديو
تطوير اللعبة، لكن أهمها كان الاتفاق مع أفضل المعلقين العرب الموجودين
على الساحة الرياضية في الوطن العربي، فجميعنا يعلم أن منطقتنا العربية
مليئة بالمعلقين الرياضيين القديرين، واختيار مَن مِنهم الافضل ليمثل الصوت
العربي في لعبة FIFA12 والانضمام إلى فريق معلقي فيفا لم يكن بالخيار
السهل.
إحدى العوائق الأخرى التي صعبت عملية التسجيل هي الترجمة، فقد كانت كمية
النص المراد تسجيله كبيرة ووجب إنهاؤها في وقت قصير لبدء مرحلة التسجيل،
بالإضافة إلى أن الترجمة كانت باللغة العربية الفصحى بينما كان هدفنا هو
جعل تجربة اللعب في فيفا 12 باللغة العربية مطابقاً للواقع، وذلك من خلال
منح المعلق الحرية باستخدام المصطلحات والمرادفات التي اعتادت آذان عشاق
كرة القدم الاستماع إليها، والتي عشقنا صوته وأسلوبه معها، وبالتالي جاءت
الحاجة إلى تغيير كافة النصوص من العربية الفصحى إلى اللهجة المناسبة لكل
معلق، وقد قام المعلقين عصام الشوالي وعبد الله الحربي القديرين بحل تلك
المشكلة بأسلوب مبدع ليجسد ذلك سنوات من الخبرة والمهارة الكبيرة في مجال
التعليق الرياضي.
- بما أن هذه هي التجربة الأولى للمعلقين في مجال الألعاب، هل واجهتم أي صعوبات معهم؟ لا أخفي عليك أني كنت متخوفاً مع بدء المشروع من الكثير من المعضلات
التي كنت أتوقع مواجهتها مع هذه التجربة، خصوصاً لعدم علمي فيما إذا كان
المعلقين قادرين على التأقلم مع فكرة أن التعليق خاص بلعبة فيديو وعليهم
تخيل الحالة التي أمامهم والتعليق عليها والإلتزام بنصوصنا، مقارنة لما
اعتادوا عليه عبر مشاهدة المباراة في الواقع والتعليق والإبداع باستخدام
الكلمات حسب الأحداث التي تجري أمامهم، لكني فوجئت بقدرة عصام وعبد الله
السريعة على التأقلم مع الفكرة ومهارتهم العالية في التصرف حسب الحالة من
دون الحاجة إلى أخذ وقت طويل للتسجيل أو الضرورة لتغيير النص أو إعادة
التسجيل. لكن إحدى الصعوبات التي كانت عائقاً كبيرة أمام الالتزام بمواعيد
تسليم الملفات الصوتية لاستوديو التطوير هي التزامات المعلقين، فكلنا نعلم
أن اسمان عريقان في مجال التعليق كعصام الشوالي وعبد الله الحربي سيكونان
مشغولان بالكثير من المباريات الكبيرة التي عليهم الالتزام بالتعليق عليها،
وكان علينا في كثير من الحالات تسجيل ملفات صوتية مزدوجة، يسجل فيها كلا
الطرفين تعليقه وتحليله للحالات المختلفة، وجاءت الصعوبة في التنسيق بين
التزامات المعلقين، وحجوزات استوديو التسجيل الذي كان متعاوناً للغاية معنا
وسهل الكثير من تلك الصعوبات علينا.
أود أن أنوه أيضاً أن العمل لساعات طويلة في التسجيل (قد تستمر الجلسة
الواحدة أحياناً إلى 8 ساعات) هو أمر يصعب حتى على أصحاب الحناجر الذهبية
تحمله، وهو أمر كان مقلقاً في البداية كون أن التسجيل يجري خلال أيام
متتالية، والتي تخللها في كثير من الأحيان مباريات مهمة للمعلقين يحتاجان
فيها إلى التحضير والراحة للتعليق عليها، إلا أن الإرادة القوية لعصام وعبد
الله، وتعاونها المطلق معنا، كانا الدافع أمام بذل جميع الأطراف أقصى ما
لديهم لإكمال العمل وإنجازه بأفضل صورة، وكل ذلك برأيي يرجع لسنوات العمل
الطويلة التي اكتسبا معها خبرة كبيرة في التعامل مع أصعب حالات العمل، لذا
أوجه شكري الكبير من خلال موقعكم لمعلقينا الكبيرين عصام الشوالي وعبد الله
الحربي اللذين لم يدخرا أي جهد لإنجاح هذا العمل.
- هل هناك تخوف من مبيعات اللعبة؟ خصوصاً مع تعريب منافسكم الوحيد برو إيفولوشن سوكر أولاً أحب أن أشيد بخطوة التعريب التي قامت لها شركة كونامي، فهو دليل
على أن خطوة تعريب فيفا الرائدة ستكون قدوة للكثير من شركات تطوير الألعاب
الأخرى، وكذلك إشارة لأهمية المنطقة العربية بالنسبة لسوق ألعاب الفيديو،
لكن صراحة لا أجد سبباً يقلقنا من ناحية مبيعات لعبة فيفا 12 في منطقتنا
العربية، فلعبة فيفا 12 تقدم تعريباً كاملاً لجميع عناصر اللعبة، بدءاً من
قوائم اللعبة، والأداء الصوتي مع التعليق العربي لأفضل معلقَين في المنطقة
العربية، بالإضافة إلى إمكانية اللعب عبر الشبكة (أونلاين) مع التعليق
العربي، مع العلم أن هناك الكثير من التعليقات الصوتية والعناصر المعربة
التي تم تسجيلها للدوريات عبر الشبكة فقط، والتي لن يستمع إليها اللاعب إلا
من خلال اللعب عبر الشبكة، أي أن اللاعب العربي سيحصل على لعبة فيفا التي
اعتاد عليها كاملة بلغته الأم، وليس أجزاء منها فحسب، فتجربة لعب كرة القدم
هي تجربة متكاملة، وفيفا ستقدم هذه التجربة متكاملة الأطراف بلغة الضاد
(طبعاً مع إمكانية اختيار اللغة الإنجليزية لمن يرغب بذلك). كما يمكنني
القول أن خاصية محرك تصادم اللاعبين الجديدة من شأنها أن تقدم ثورة هائلة
في طريقة لعب كرة القدم على منصات ألعاب الفيديو، الأمر الذي سيضيف أسباباً
أخرى لضمان تفوق لعبة فيفا وحب عشاق ألعاب كرة القدم لها.
- بما أن نسخة الشرق الأوسط هي الوحيدة التي ستكون معربة، هل يعني هذا وجود فرق و ملاعب عربية حصرية على النسخة؟ آسف لتخييب آمالك وآمال عشاق كرة القدم ومحبي لعبة فيفا إلا أن ذلك لن
يحدث في إصدارة هذا العام من اللعبة، لكننا بصدد العمل على مشروع إن كُتب
له النجاح فقد يحصل معه عشاق لعبة فيفا على بعض الأخبار المُفرحة!
- هل سيكون نجاح اللعبة من ناحية المبيعات دافع لإلكترونيك أرتس لتعريب ألعاب أخرى لها؟ بالتأكيد، فنجاح هذا المشروع الضخم من شأنه أن يعزز ثقة شركة إلكترونيك
آرتس في منطقة الشرق الأوسط، وعملها على دعم اللغة العربية في مزيد من
ألعابها الكبيرة التي من شأنها أن تكون دافعاً لمزيد من شركات تطوير
الألعاب بالاهتمام بلغتنا العربية ومنح اللاعبين العرب ما تمنوه لسنين
طويلة.
-كلمة أخيرة لمتابعي زيباد كون هذا المشروع هو الأول من نوعه في منطقتنا العربية، وهو ن لم يكن
الأكبر فهو من أكبر مشاريع التعريب في عالم ألعاب الفيديو عموماً والألعاب
الرياضية بشكل خاص، وعلى الرغم من أن جميع الأطراف دون استثناء قد بذلوا
أقصى جهدهم لإتمام هذا العمل على أكمل وجه، إلا أن هكذا عمل لا يكتمل من
دون ردود أفعال وتعليقات عشاق لعبة فيفا واللاعبين العرب، التي أرجو أن
تكون صريحة وبنّاءة كي نعمل سوية على تحسين كافة عناصر المنتج وتصحيح
الأخطاء – إن وجدت – ونرتقي بهذا العمل ليكون مفتاح الانتقال إلى المرحلة
القادمة من الألعاب المعرّبة والتي لطالما تمناها وحلم بها اللاعب العربي،
وسنعدكم – كما ذكرت سابقاً- أننا في حال نجاح هذه التجربة سنسعى لتحقيق ذلك
الحلم، والبدء في تقديم المزيد من الألعاب المعربة في المنطقة، إن شاء
الله.