لأنه اختيار العمر لأنه ليس مرحلة إذا فشلت تتجاوزينها أو محطة إذا فاتتك تعبرينها أو فكرة إذا جاوزتك تتجاهلينها.. لأنه قرار لا رجعة فيه وخيار لا عودة منه وأساس لبناء يطول ويمتد بامتداد العمر.. أقول لكِ تمهلي فالاختيار الخاطئ يساوي عمراً ضائعاً.. والاختيار الناجح هو لبنة حياة سعيدة إنه اختيار شريك الحياة على الرغم من تعدد الأبحاث، واتساع الخبرات، وتباين الآراء فكثير من الفتيات يقفن حائرات عند هذه الخطوة، تراوحهن الأفكار بين هذا وذاك، وتتجاذبهن النصائح، وتنهال عليهن الإرشادات التي يكون بعضها نتاج تجارب شخصية غير ناضجة لا تساعد الفتاة في هذه المرحلة الدقيقة.. ولذا نفتح معاً هذا الملف: ملف اختيار شريك الحياة.. أخطاء شائعة: نرصد في البداية بغض المواقف أو الأخطاء الشائعة التي تقع فيها الفتيات عند اتخاذ القرار بالزواج واختيار شريك الحياة.. - التسرع: "أنا فتاة أبلغ الثلاثين من العمر تقدم لي شاب مناسب بحسب ما عرفت من صفات.. ولأني أعلم أن قطار الزواج قد آذن بالرحيل فقد قررت القبول به لأنه يعتبر بالنسبة لي الفرصة الأخيرة.." تخطئ الكثير من الفتيات حين يشعرن بتقدم السن أو تضارب الظروف أو الغيرة من القريبات والصديقات اللواتي سبقن بالزواج أو حتى تحت ضغط الأسرة والإلحاح.. فيقبلن بالزواج لمجرد الخوف من حمل لقب عانس.. والواقع أن هؤلاء الفتيات قد ينصبن لأنفسهن بهذا التسرع فخاً أكبر يقعن فيه دون دراية، فتجد الفتاة نفسها هرباً من شبح لقب عانس قد حملت لقباً جديداً هو لقب مطلقة أو زوجة تعيسة..نتيجة عدم الدقة والتحري وأخذ فترة كافية للتعارف الذي يؤكد توافر القبول والتكافؤ المطلوب.. - القسمة والنصيب: "الزواج كالبطيخة لا تعرفين سلامتها إلا بعد شقها..هكذا تعلمنا فلماذا نفكر ونتدبر.. كل شيء قسمة ونصيب..وعلي أن أرضى بقسمتي ونصيبي.." إنه المشجب الذي تعلق عليه الكثير من الفتيات سبب تسرعهن وعدم تحريهن الدقة في اختيار شريك الحياة..فتقول إن كان هو نصيبي سأتزوجه وإن لم يكن فلن أتزوجه.. ولكن أليس لديك عقل تتدبرين به..ألست كائناً قد كرمه له بحرية الاختيار حتى في أدق شئون الحياة وهي العبادة..ألست قادرة على التفكير والتدبر وإدارة شئون حياتك..لا تكلي أمرك لغيرك ولا تركني بخمول على شاطئ القسمة والنصيب فتدعي أمورك تسير بغير هدى.. ثم تعلقي نتاج اختيارك على ذات المشجب : القسمة والنصيب..وهما بريئان من ذنب الاتكالية وعدم الدقة في اتخاذ القرار.. فكري وتدبري ثم قرري.. - هل هو فارس الأحلام: لأنك لم تخططي لحياتك..ولأنك لم تضعي لها أهدافاً محددة ولأنك بالتالي لم تحددي المواصفات المتوافقة مع شخصك ومع هذه الأهداف..فأنت الآن تقفين في حيرة هل هذا الشخص بما له من صفات يناسبني أم لا؟؟ وأقول لكِ حتى لا تحتاري ابدئي من الآن بتخطيط حياتك وتحديد أهدافها قصيرة المدى وبعيدة المدى ثم ابدئي بتحديد مواصفات شريك حياتك الأساسية التي لا يمكن التنازل عنها والفرعية التي يمكن أن تكوني مرنة فيها ولا تتوقعي أن تتطابق الصورة الذهنية مع صورة الواقع ولكن على الأقل الحد الأدنى بما يحقق التوافق المطلوب..