تكون بداية تحضير مراسم العرس في ولاية بشاربتوجه أهل العريس إلى عائلة العروسة لطلب يدها من اهلها و يتم اتفاق كلا الطرفين و اعطاء العروس مبلغا متعارف عليه في المنطقة و يختلف من شخص الى اخر على حسب ميزانية العريس مع خاتم الخطوبة ، حيث يقوم ذلك قبل أشهر من موعد الزفاف وذلك ليتمكن أهل العروسة من التأهب والاستعداد للعرس
فالعروسة البشارية عادة ما ترتبط أيامها الأولى بتحضير نفسها و شراء تجهيزات العروس من فساتين و ادوات الزينة والشيء الذي يثير الانتباه هو ان العروس تخلع كل الألبسة القديمة التي تربطها ببيت أبيها لتتزين بكل ما هو جديد وذلك لتطليق العزوبية،و الاعتناء ببشرتها بتحضير خليط يطلق عليه “الصقلة ِ” و هو عبارة عن مزيج بين التمر و الزعفران و بعض الاعشاب ليزداد الوجه اشراقا و بياضا ، إضافة الى إضفاء اللون الأصفر على شعر العروس ليميزها عن بقية أترابها العازبات اللواتي يصطحبها بواسطة والزغاريد والمدائح الدينية لتصل إلى الحمام
ترتب العروس “جهازها” لتصنع لوحة فنية تلفت انتباه الضيوف و التباهى بما تم شرائه مع لبسها لباس ذو لون ابيض او وردي زيادة على ذلك الحايك الذي يتم وضعه لسترها
في اليوم الاول يحضر رجال من اهل كلا الطرفان لقرائة الفاتحة مع حضور بعض المشايخ و الائمة و الدعاء لهما
وعند الظهيرة يحضر أهل العريس الدفوع، و تعد أهم محطة في الأعراس المحلية، محملين بالذهب و ملابس للعروس و أمها و أبيها ، بالإضافة إلى الأضحية وهي عبارة عن كبش سمين يتباهى به البشاريون في الأعراس مفروقا بالخضروات لإعداد الغذاء في اليوم الموالي
اما في الليل تحنى العروس الحنة الصغيرة بالقرقابو و هي فرقة تجمع بين الغناء و الطبل و الرقص مع تصفيق الحضور
في اليوم الثاني يتم دعوة عدد الكبير من الضيوف الذين يترواح عددهم ما بين 300 إلى 400 مرأة بالاضافة الى حضور اهل العريس،و يتم الاحتفال اما بواسطة الديجي و هو مشهورا بالنسبة للمنطقة او فرق انشادية مثل :المداحات او المرشدات
و في الليل تكون الحنة الكبيرة ، حيث ترتدي العروس الألبسة الممزوجة بين كل ما هو عصري وتقليدي، بالإضافة إلى العباءة البشارية حيث يغطى وجه الأميرة بوشاح عادة ما يكون أحمر لإبعاد العين، ثم تمزج الحنة مع ماء الزهر من طرف امرأة مختصة في وضعها، و يتم الاحتفال بما هو مستوحى من المنطقة من رقصة الهوبي او الحيدوس
و في اليوم الثالث تتزين العروس بابهى حلة و تلبس الفستان الأبيض الإضافة إلى العطور والبخور والبرنوس ليتم أخذها لأهل زوجها الذي يكون قد اتمى مراسم الحنة و الاحتفال رفقة اصحابه بواسطة القرقابو و الركوب فوق الحصان ،ليجتمعا الزوجان في غرفة واحدة و هي ما تعرف “بليلة الدخلة” و يذهب معها أهلها و أحبابها وفي صباح الغد تحضر أم العروس السفه بلحم الضأن ،القرفة ،السكر ،بنادق والبيض لتوزيعه على الحضور الذين يتابعون عملية ”التبراز” لإبراز محاسن العروسو ذلك بلبسها الكثير من الفساتين ثم تحزم العروس التي تحجب مع زوجها 7 أيام.
وتلك قصة أخرى من عادات وتقاليد سكان ولاية بشار الذين لازالوا يقدسون العلاقات الزوجية