بسم الله الرحمن الرحيم


قصة معروفة ولا يوجد أحد لا يعرفها لكني أحبها..لذلك كتبتها لتذكير..
من روائع القصص قصص التابعين الذين تربوا على يد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

قصة الشباب الأربعة.


أربعة شباب من التابعين وبعضهم استطاع أن يدرك النبي صلى الله عليه وسلم عند صغره.
هؤلاء الشباب مجتمعون عند الركن اليماني من الكعبة المشرفة.
أربعة فتيان كرام أحساب صباح الوجه ثلاثة منهم إخوة والرابع صديق لهم.

إنهم عبد الله بن الزبير بن العوام وابن أسماء بنت أبي بكر وهو من الصحابة كان له شأن عظيم ولد يوم الهجرة وتوفي النبي عليه الصلاة والسلام وعمره عشر سنين.

وأخوه مصعب بن الزبير وأخوهما عروة بن الزبير وصديقهم عبد الملك بن مروان وبدأ حديث الشباب وهم فتية أبرار وعندما حان وقت الغروب سألهم أحدهم سؤالا وهو ليتمن كل منا على الله ما يحب لعل الله أن يستجيب لنا ما نتمناه.
وبدأهم عبد الله بن الزبير فقال أتمنى أن أملك الحجاز بل أتمنى أن أنال الخلافة.


مصعب أخو عبد الله قال أما أنا فأتمنى أن أملك العراقين أي فارس والعراق يكونان تحت حكمي فلا ينازعني فيهما منازع.
أما عبد الملك بن مروان فكان أشد منهما طموحا وقال لهما إذا كنتما تطمحان بهذا الطموح فأنا لا أقبل إلى أن أكون ملكا للأرض وأن أنال الخلافة بعد معاوية بن أب سفيان وفرصته لنيل الخلافة أكثر منهما لأنه من بني أمية ومعاوية من بني أمية وهذا في الوقت الذي لم يملّك معاوية ابنه يزيد.

فالتفت الثلاثة إلى عروة فقالوا له وأنت ماذا تتمنى يا عروة فقال بارك الله لكم في تمنيتم من أمر دنياكم أما أنا فأتمنى أن أكون عالما عاملا يأخذ الناس عني كتاب ربهم وسنة نبيهم وأن أفوز في الآخرة برضا الله وأحظى بالجنة.
تأملوا كيف تمنى الثلاثة الدنيا وهو يتمنى الآخرة.
ثم دارت الأيام فإذا بعبد الله بن الزبير يبايع له بالخلافة في الحجاز بعد موت يزيد بن معاوية وتنضم تحت الحجاز مصر والعراق وخراسان لكن لا تستقر له الخلافة فيقتل على يد الحجاج بن يوسف الثقفي عند الكعبة قريبا من المكان الذي تمنى فيه الخلافة.


وأما مصعب بن الزبير فقد تولى العراق وفارس من قبل أخيه عندما حكم ويقتل هو الآخر ولا تستمر خلافته.
وأما عبد الملك بن مروان فتؤول إليه الخلافة بعد موت أبيه وتجتمع له الكلمة بعد موت عبد الله بن الزبير ومقتل مصعب ويصبح أعظم ملك في الأرض.
وأما عروة بن الزبير صار فقيه المدينة.


لقد انكبّ على طلب العلم وخاصة بعد الأمنية التي ذكرها واستغل وجود أصحاب النبي صلى اله عليه وسلم على قيد الحياة وبدأ يزورهم في بيوتهم ويأخذ العلم عنهم ويصلي خلفهم ويتتبع مجالسهم.
ولأنه ولد في زمن عمر تلقى العلم من علي بن أبي طالب وعبد الرحمن بن عوف وزيد بن ثابت وأبي بن كعب وأبو أيوب الأنصاري ومن أسامة بن زيد وسعيد بن زيد وأبي هريرة وعبد الله بن عباس.


وأخذ كثيرا عن خالته عائشة رضي الله عنها وأرضاهم جميعا.


فارتفعت مكانة عروة حتى صار أحد الفقهاء السبعة في المدينة المنورة الذين يلجأ إليهم الناس إذا احتاروا في الفتوى.